للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة التحقيق]

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا محمد وعلى آله الطيبين وصحابته أجمعين وبعد:

فهذه مقدمة وجيزة لعملنا في تحقيق كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون نأمل أن تنير طريق المستفيد منه.

كاتب جلبي أو حاجي خليفة حياته ومؤلفاته (١):

(١٠١٧ - ١٠٦٨ هـ / ١٦٠٩ - ١٦٥٧ م)

كاتب جلبي أو حاجي خليفة، كما يُعرف بلقبيه المختلفين، هو واحد من أبرز علماء المسلمين في القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي. وهو كما يتضح من ترجمته التي تضمنتها هذه المقدمة - رجل صَرَفَ همّته وقضى عمره في تحصيل العلم وتدوينه ونشره. بدأ يطلب العلم منذ نعومة أظفاره، وظل يشتغل به طيلة حياته في الحضر والسفر، وفي الحرب والسلم، حتى وافته المنية وهو منكب على الكتب في عمر يناهز التاسعة والأربعين.

عاش كاتب جلبي في القرن السابع عشر الميلادي، ذلك العصر الذي لم يلق اهتمامًا كبيرًا من الباحثين وكان يوصف حتى زمن قريب بأنه بداية عهد "الانحطاط" في الحضارة الإسلامية. ولا شك أنه كان واحدًا من أبرز الشخصيات العلمية التي عرفها العالم الإسلامي كله على الإطلاق. فإن انفتاحه في ذلك العهد المبكر على ثقافات مختلفة، ولا سيما على ثقافات وعلوم الغرب قد جعله يتبوأ مكانةً تليق به بين الرواد الذين أقاموا أولى الاتصالات فيما بين الشرق والغرب. كما أن ظهور شخصية بارزة أخرى مثل الرحالة أوليا جلبي في نفس القرن ثم قيامه في رحلاته التي سجلها في كتابه (سياحتنامه) بالكشف عن الحياة الاجتماعية فوق الرقعة الجغرافية الواسعة التي يضمها العالم العثماني بكل ثرائها وتنوعها يؤكد ما كان يذخر به القرن السابع عشر من حيوية اجتماعية ونشاط علمي.


(١) كتبه أكمل الدين إحسان أوغلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>