للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكتاب من كلِّ وارد عليه، فأخبره بعضُهم بأنّ في بلدة صُورَ رَجُلًا مبرِّزًا في عِلْمَي: الهندسة والحساب يقال له: أُقْليدِس، فطلبه والتمسَ منه تهذيب الكتاب وترتيبه فرتّبه وهذَّبه فاشتهر باسمه بحيث إذا قيل كتابٌ أُقْلِيدِس يُفهَمُ منه هذا الكتاب دونَ غيره من الكتب المنسوبة إليه. انتهى. بل صار هذا اللفظ حقيقةً عُرفيّةً في الكتاب كصدر الشريعة فيقال: كتبتُ أُقليدس وطالعته. فظهر من كلام الفاضل أن أُقْليدِسَ ما صنف كتاب الأصول، بل هذيه وحرَّره.

ويؤيده ما في رسالة الكِنْدي في "أغراض أقليدس" أنّ هذا الكتاب ألفه رجلٌ يقال له: أبلونيوس النَّجار، وأنه رَسَمه خمسة عشَرَ قولًا، فلمّا تقادم عهده تحرَّك بعض ملوك الإسكندرانيين لطلب الهندسة، وكان على عهده اقليدس، فأمره بإصلاحه وتفسيره ففَعل وفسر منه ثلاث عشرة مقالة فنُسبت إليه. ثم وَجَد أسقلاوسُ تلميذُ أقليدِس مقالتين، وهما: الرابعة عشرة والخامسة عشرة فأهداهما إلى الملك فانضافتا إلى الكتاب. انتهى.

ثم نَقَل من اليونانية إلى العربية جماعة، منهم:

١٤٥٧ - حَجاج (١) بن يوسُفَ الكوفي، فإنه نَقَلَه نَقْلَيْنِ: أَحدُهما يُعرَف بالهاروني، وهو الأول.

١٤٥٨ - والثاني: هو المسمى بالمأموني، وعليه يُعوّل.

١٤٥٩ - ونَقَل أيضًا حُنَين (٢) بن إسحاق العبادي المتطبب، المتوفى سنة ستين ومئتين.


(١) ترجمته في: الفهرست ٢/ ١٤٥، ٢٠٨، وأخبار الحكماء، ص ٥٥.
(٢) ترجمته في الفهرست ٢/ ٢٨٩، وأخبار الحكماء، ص ١٣١، وبغية الطلب ٦/ ٢٩٨٥، ووفيات الأعيان ٢/ ٢١٧، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٧، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ٤٩٢، ومرآة الجنان ٢/ ١٢٧، وقلادة النحر ٢/ ٥٦٦، وشذرات الذهب ٣/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>