للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويندرجُ فيه ما أورده في عِلم مبادئ الإنشاء وأدواته فلا وَجْهَ لجعله علمًا آخر. وأما ابن صدر الدين فإنّه لم يذكر سوى معرفة المحاسن والمعايب ونُبذة من آداب المنشي، وزُبده كلامه: أنّ للنَّثر من حيثُ إِنّه نثر محاسنَ ومعايبَ يجب على المُنشِي أن يُفرِّقَ بينهما فيتحرَّز عن المعايب، ولا بد أن يكون أعلى كعبًا في العربيّة مُحترزًا عن استعمال الألفاظ الغريبة وما يُخِلُّ بفَهْم المراد أو يوجب صعوبته، وأن يحترز من التكرار، وأن يجعل الألفاظ تابعةً للمعاني دون العكس؛ إذ المعاني إذا تُركت على سَجَّيتها طَلَبت لأنفُسِها ألفاظًا تليقُ بها فيحسن اللفظ والمعنى جميعًا، وأمّا جعل الألفاظ متكلّفةً والمعاني تابعة لها فهو كلباسٍ مليح على منظرٍ قبيح، فيجب أن يجتنب عما يفعله بعض من لهم شغَفٌ بإيراد شيءٍ من المحسِّنات اللفظية فيصرفون العناية إلى المحسنات ويجعلون الكلام كأنه غير مَسُوق (١) لإفادة المعنى، فلا يبالون بخفاء الدِّلالات وركاكة المعنى.

ومن أعظم ما يليقُ لمن يتعاطى بالإنشاء أن يكتب ما يُراد لا ما يريد كما قيل في الصاحب والصابي أنّ الصابي يكتب ما يُراد والصاحب يكتب ما يريد، ولا بد أن يلاحظ في كتاب النَّثر حال المرسل والمرسَل إليه، ويعنون الكتاب بما يناسبُ المقام. انتهى.

والكتب المصنفة فيه كثيرةٌ جدًّا، منها هذه:

١٨٩٨ - أبكارُ الأفكار:

للوطواط (٢).

١٨٩٩ - إنشاءُ الدوائر:


(١) في الأصل: "مسوقة".
(٢) ترك المؤلف الصفحة فارغة على أمل أن يعود إليها، فلم يعد. والوطواط تقدمت ترجمته في (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>