للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الخامس في مَرَاتِب العُلُوم (١) وشَرَفِه وما يَلْحَقُ به

وفيه إعلامات:

الإعلام الأول: في شَرَفه وفَضْله.

واكتفيتُ مما ورد فيه من الآيات والأخبار بالقليل لشُهرته وقوّة الدليل. قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: ١١]، وقال: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الزمر: ٩] الآية. وعن معاذ بن جَبَل أنه قال: قال رسول الله : "تَعَلَّمُوا العِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لله خَشْيَةٌ وطَلَبَهُ عِبادةٌ، ومُذاكرتَهُ تَسْبيحٌ، والبَحْثَ عنه جهادٌ، وتَعْليمَهُ لَمَنْ لا يَعْلمه صَدَقَةٌ، وبَذْلَهُ لأَهلِهِ قُربةٌ، لأنه معالم الحلال والحَرام، ومَنارُ سُبُل أهل الجنة، وهو الآنسُ (٢) في الوَحْشَةِ، والصّاحِبُ في الغُرْبةِ والمُحَدِّثُ في الخَلْوةِ والدَّليلُ على السَّرّاء والضَّرّاء، والسّلاحُ على الأعداء، والزَّيْنُ عند الأخلاء، يرفعُ الله به أقوامًا فيجعلهم في الخَيْر قادةً وأئمةً تُقْتَصُّ آثارُهم ويُقْتَدى بفعالهم، تَرْغَبُ الملائكة في خلّتِهم وبأجنحتها تَمْسَحُهم، يستغفِرُ لهم كُلُّ رَطْبٍ ويابس، وحِيتانُ البَحْر وهَوَاتُه، وسِبَاعُ البر وأنعامه؛ لأنَّ العِلْمَ حياةُ القُلوبِ من الجَهْل، ومُصابيح الأبصار من الظُّلَم، يبلغُ العَبْدُ بالعِلْم منازل الأخيارِ والدَّرجات العلى في الدُّنيا والآخرة، التفكرُ (٣) فيه يَعْدلُ الصِّيام ومُدَارستُه تَعْدِلُ (٤) القيام، به تُوصَلُ الأرحام،


(١) هكذا بخط المصنف، ولو قال: "العلم" لكان أحسن.
(٢) في م: "الأنيس"، خطأ، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "والتفكر:، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) تكررت هذه اللفظة بخط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>