للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ... خفيفٌ على العلاّت غير ثقيل

وخبّرني أصحابه أن مالكاً ... ضَروبٌ بماضي الشَّفرتين صقيلِ

وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ... جوادٌ بما في الرحل غير بخيلِ

وخبّرني أصحابه أنّ مالكاً ... ثوى، وتنادى صحبُهُ برحيلِ

فما كان يشيني خليلي بخُلّةٍ، ... وما كنتُ أشري مالكاً بخليلِ

فقال لها بعلها: ارجعي إلى أهلك، ولك كل ما سُقتُ إليك، مثلك فليتزوّج الرجال.

[العامرية ووفاؤها]

ومن حُسن وفائهن أيضاً ما رواه الهيثم بن عَديّ، فإنه كان في بني عامر بن صعصعة امرأةٌ توفي عنها زوجها، ولها ابنا عمّ، فصارا إلى بعض شيوخهم، فقالا له: فلانة جاريةٌ شابةٌ، والقالة إلى مثلها سريعةٌ، فوجّه إليها فلتحضرْ، واعرِض عليها أيّنا أهوى إليها، حتى يتزوجها. فوجه الشيخ إليها، فأتته، فعرض عليها مقالتهما. فأطرقت مليّاً تنكُتُ الأرض، حتى حفرت فيها حفيرةً، وملأتها من دموعها. وكان زوجها دُفن بمقبرةٍ تدعى بحَوضى، فالتفتت إلى ابني عمها، وأنشأت تقول:

فإن تسألاني عن هواي، فإنه ... رهينٌ بحوضى، أيها الفتيانِ

وإني لأستحييه، والموت دوننا، ... كما كنتُ أستحييه حين يراني

أهابك إجلالاً، وإن كنتُ في الثرى ... لوجهك يوماً إن يسؤْكَ مكاني

<<  <   >  >>