للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والظرفاء لا يتثاءبون، ولا يتمطّون، ولا يوقّعون أكفّهم، ولا يُشبّكون أصابعهم، ولا يمدّون أرجلهم، ولا يحكّون أجسادهم، ولا يمسّون آنافهم، خاصةً إذا كان أحدهم بين يدي خليله، أو ربيطه، أو حبيبه، أو من يحتشمه، ومن يُكرمه.

ولا يدخل أحدهم الخلاء من حيث يراه أحدٌ، ولا يَبول بين يدي أحدٍ. وليس من زيّهم الإقعاء في الجِلسة، ولا السرعة في المِشية، ولا الالتفاف في طريقٍ قصدوه، ولا الرجوع في طريق سَلَكوه. ولا ينفضون الغُبار عن أرجلهم في المواضع المكنوسة، ولا يستريحون في الأماكن المرشوشة، ولا يجلسون في مجلس فينتقلون منه، ولا يقعدون بحيث يُقامون عنه، ولا يشربون ماء الأحباب، ولا الماء في دكاكين الشراب، ولا ماء المساجد والسبيل، وذلك مُشنّى عند ذوي العقول، ولا يدخلون دكّان هرّاس، ولا دكّان روّاس. ولا يجتازون بدُكّان مرّاق، ولا يأكلون شيئاً مما يُتخذ في الأسواق، ولا يأكلون على قارعة الطريق، ولا في مسجد، ولا في سوق، وفي ذلك حديثٌ مأثورٌ، وخَبرٌ مشهورٌ، حدّثنيه أحمد بن الهيثم المُعدَّل قال: حدّثني سهل بن نصر وإسحاق بن المنذر قالا: حدّثنا محمد بن الفُرات قال: حدثني سعيد بن لُقمان بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي هريرة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " الأكل في السوق دَناءةٌ، والظريف لا يأخذ شَعْره في دُكّان حجّام، ولا يدخُل بغير مِئزرٍ إلى الحمّام ".

وقد حدثني أحمد بن محمد بن غالب، صاحب الخليل قال: حدثني أحمد بن

<<  <   >  >>