للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأتُ على وسادةٍ لبعض الكُتّاب:

تشكّى المحبّون الصبابة ليتني ... تحمّلتُ ما يَلقَونَ من بينهم وَحْدي

فكانت لروحي لذّةُ الحُبّ وحدّها ... فلم يَلْقَها قبلي مُحِبٌّ ولا يَعدي

وأخبر بعض الكُتّاب أنه قرأ على بساطٍ لبعض أهل الهوى:

أحسنُ من قهوةٍ وعودٍ ... توريدُ خدّيكِ يا وحيدُ

نأيتِ عني فذاب جِسمي ... وهدّني الشوقُ والصُّدودُ

وطال سُقمي لبُعد حبّي ... وملّني الأهلَ والبَعيدُ

وكتب بعض الظرفاء على مُصَلاّه:

وقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليسَ لي ... متأخَّرٌ عنه ولا متقدَّمُ

أجدُ الملامة في هواكِ لذيذةً ... حُبّاً لذكركِ فليلُمْني اللُّوَّمُ

وأهنتني فأهَنْتُ نفسي عامداً ... ما مَن يَهونُ عليكِ ممّن أُكرِمُ

أشبهتِ أعدائي فصِرتُ أُحبّهم ... إذ صار حظّي منكِ حظّي منهُمُ

وكتب سعيد بن قَيس على مُصَلاّه:

سأمنع عيني أن تَلَذَّ بنظرةٍ ... وأشغلُها بالدمع عن كلّ منظَرِ

وأشكرُ قلبي فيكِ حُسنَ بَلائه ... أليس به ألقاكِ عند التذكُّرِ

وكتب بعضهم على بساط:

كتمتُ حُبّهُمُ صَوناً وتَكرِمَةً ... فما درى غيرُ إضماري به وهُمُ

قومٌ بذلتُ لهم صَفوَ الوِداد فما ... جازوا عليه ولا كافَوا ولا رَحِموا

هم علّموني البُكا لا ذُقتُ فقدَهمُ ... يا ليتهم علّموني كيف أبتسِمُ

<<  <   >  >>