للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكتب بعض الظرفاء، على حَجَلةٍ له معصفَرةٍ، بالذهب:

دعيني أمُتْ والشملُ لم يتشعّبِ ... ولا تبعدي أفديكِ بالأمّ والأبِ

سقى الله ليلاً ضمّنا بهد هَجْعةٍ ... وأدنى فؤاداً من فؤادٍ مُعذَّبِ

فبتنا جميعاً لو تُراقُ زُجاجةٌ ... من الراح فيما بيننا لم تَسَرَّبِ

وأخبرني بعض الكُتّاب أنه قرأ على حَجَلةٍ مكتوباً:

نَشَرَت عليّ غَدائراً من شَعرها ... حَذَرَ الفضيحة والعَدُوّ الموبِقِ

فكأنه وكأنني وكأنها ... صُبحانِ باتا تحت ليلٍ مُطبِقِ

ودخلتُ على بعض الكُتّاب في يومٍ شديد الحرّ، وهو على دُكّان ساجٍ مكتوبٍ في وجهه باللازَوَرْدِ:

حَرُّ حُبٍّ وحَرُّ هَجْرٍ وحَرّ ... أيُّ شيءٍ يكون من ذا أمَرّ

وعلى الجانب الآخر:

ثلاثة أحبابٍ: فحُبٌّ علاقةٌ، ... وحُبٌّ تِمِلاقٌ، وحُبٌّ هو القتلُ

وأخبرني بعض من قرأ حول سرير لبعض الظرفاء:

ومجدولةٍ أما مجالُ وِشاحها ... فغُصنٌ وأما رِدفها فكثيبُ

لها القمر الساري شَقيقٌ وإنها ... تطلَّعُ أحياناً له فيغيبُ

أقول لها والليل مُرخٍ سُدولَهُ ... علينا: بكِ العيشُ الخَسيس يطيبُ

فقالت: نعم إنْ لم يكُن لكَ غَيرُنا ... ببغدادَ من أهل القُصور حَبيبُ

وكتب بعض الظرفاء على سرير له آبَنوسٍ بعاجٍ:

إنّ طيف الخيال أرّق عيني ... ما لعيني وما لطيفِ الخيالِ؟

<<  <   >  >>