للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبرني أحمد بن الحُسين بن المُنجِّم المقرئ أنه قرأ على مُستنظَرٍ لبعض الكتّاب:

لي إلى الريح حاجةٌ لو قضتْها ... كنتُ للريح ما حَييتُ غُلاما

حَجَبوها عنِ الرياح لأني ... قلتُ: يا ريحُ بلّغيها السلاما

لو رَضوا بالحِجاب هانَ ولكن ... منعوها يوم الرياح الكلاما

أخبرني عبد الحميد المَلَطي أنه قرأ على باب مجلسٍ بمَلَطْيَةَ:

لا يمنعنّك خفضَ العيش في دَعَةٍ ... نزوعُ نفسٍ إلى أهل وأوطانِ

تلقَى بكلّ بلادٍ إن حَلَلتَ بها ... أهلاً بأهلٍ وجيراناً بجيرانِ

وفي صدر المجلس أيضاً مكتوبٌ:

إذا كنتَ في أرضٍ غريباً فرَجّها ... ولا تكترث فيها نزوعاً إلى الوَطَنْ

فما هي إلا بلدةٌ مثلُ بلدةٍ ... وخيرُهما ما كان عوناً على الزَّمَنْ

وقرأت على باب دارٍ خَدْشاً في الجصّ بعُودٍ:

هلاّ رجمتُم موقفي بفنائكم ... متعرِّضاً لنسيمكم أتنشَّقُ

مُتّلدِّداً أبكي لِما قد حلّ بي ... مثلَ الغريق بما يرى يتعلّقُ

وأخبرني صديقٌ لي أنه قرأ على باب دار بالحجاز:

يا دارُ! إنّ غزالاً فيكِ عذّبني ... لله درُّكِ ما تحوين يا دارُ

الدارُ تملِكُني ويحي وصاحبها ... قلبي، مليكان: ربُّ الدار والدارُ

يا دارُ لولا غَزالٌ فيكِ عُلّقَني ... ما كان لي فيكِ إقبالٌ وإدبارُ

<<  <   >  >>