للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكافي خليلي ما استقام بوده، ... وأمنحه ودي، إذا يتعتب

ولست ببادي صاحبي بقطيعة، ... ولا أنا مفش سره، حين أغضب

عليك بإخوان الثقات، فإنهم ... قليل، فصلهم دون من كنت تصحب

وما الخدن إلا من صفا لك وده، ... ومن هو ذو نصح، وأنت مغيب

إذا ما وضعت السر عند مُضيِّع، ... فذو السر ممن ضيّع السّرّ أذنب

وقال معاوية بن أبي سفيان: الحازم من كتم سره من صديقه مخافة أن تبدَّل صداقته عداوة، فيذيع سره. وقال بعض الشعراء:

تواقف معشوقين من غير موعد ... وغيب عن نجواهما كل كاشح

وكلّت جفون الماء عن حمل مائها، ... فما ملكت فيض الدموع السوافح

وإني لأطوي السرّ عن كل صاحب، ... وإن كان للأسرار عدل الجوانح

وكتب عبد الملك بن مروان ببعض سره إلى الحجاج بن يوسف، ففشا، حتى بلغه ذلك، فكتب إليه عبد الملك يعاتبه، فكتب إليه: والله، يا أمير المؤمنين، ما أخبرت به إلا إنساناً واحداً. فكتب إليه عبد الملك: إن لكل إنسان نصيحاً يفشي إليه سره.

وقال بعض الشعراء في ذلك:

ألم ترَ أن وشاة الرجا ... ل لا يتركون أديماً صحيحاً

فلا تفش سرك إلا إليك، ... فإن لكل نصيح نصيحا

وقال آخر:

<<  <   >  >>