للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يد ابن الفرات من الضياع العباسية، وأجري له خمسة آلاف دينار في كل شهر على رسم ابن الفرات، ولعبد الله ألف دينار ولعبد الواحد خمسمائة دينار، ووهب له دار صاعد بن مخلد على دجلة، وأعطي ورثته شيئاً عنها، وأشهد عليهم بها وعمرها ونزلها. وقلد أبا القاسم عبد الله ابنه العرض على المقتدر بالله وكتابة الأمراء، وخلع علي عبد الواحد أخيه وعول علي أبي الحسن بن أبي البغل في مناظرة ابن الفرات ومطالبته فاستخرج منه صدراً كبيراً. ثم ورد أبو الهيثم العباس بن محمد بن ثوابة من الموصل، فولاه ذلك، فجد أبو الهيثم بأبي الحسن بن الفرات وكتابه وأسبابه وعسفهم، وزاد في الاستقصاء عليهم، وإيقاع المكروه بهم حتى حصل منه ومنهم الجملة التي ذكرناها في أخبار ابن الفرات. وتقدم أبو الهيثم عند الوزير أبي علي بهذا الفعل، فقلده ديوان الدار الكبير، وبسط يده حتى أمر ونهى، وعزل وولى، وغلب على أكثر الأعمال. وكانت فيه سطوة وخشونة جانب، فاستجاز لجزف واستعمل العسف، وقسط على أصحاب الدواوين والقضاة وأسباب السلطان مالاً على وجه القرض الذي يسبب لهم عوضه على النواحي، وصادر قوماً من الكتاب منهم المادرائيون، فلم تقع هذه الأسباب موقعاً فيما تدعو إليه الحاجة، ولا أثرت إلا القباحة والشناعة. وحول من بيت مال الخاصة إلى بيت مال العامة ألف ألف وستمائة ألف دينار في مدة نظر أبي علي الخاقاني على سبيل القرض، ولم يؤد من عوض ذلك سوى أربعين ألف دينار. وكان في أبي علي إهمال للأمور واطراح للأعمال وتلون في الأفعال، فكانت الكتب ترد عليه وتصدر جواباتها عنه من غير أن يقف عليها أو يأمر بشيء فيها، وإذا أُخرجت إليه جوامعها تركها أياماً فلم

<<  <   >  >>