للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقرأ الكتب الواردة، ووقع في الكتب الصادرة، وكتب إلى عمال الخراج والمعاون وعراض الجيوش وأصحاب الأخبار والبرد والقضاة بما رد إلى علي بن عيسى ورسم له من خلافته، وأمر ونهى وعزل وولى. وظهر في هذا اليوم أبو علي بن مقلة وأبو الفتح الفضل بن جعفر، وجاءا إلى أبي القاسم وسلما عليه، وحضر هشام بن عبد الله ونظر فيما كان ينظر فيه للخصيبي. ولم يزل الكلوذاني يدبر الأمور حتى مشى كثيراً واستخرج صدراً كبيراً. وسار علي بن عيسى من دمشق إلى جسر منبج ثم انحدر في الفرات إلى بغداد، وخرج الناس لتلقيه في سلخ المحرم وأول صفر من سنة خمس عشرة وثلاثمائة، فمنهم من لقيه بالرحبة ثم بهيت ثم بالأنبار. وورد إلى الحضرة في يوم الثلاثاء خامس صفر، وبدأ بالمقتدر بالله، فوصل إليه بعد العشاء الآخرة، ومعه مؤنس المظفر، فخاطبه خطاباً جميلاً وانصرف إلى منزله، فحمل إليه المقتدر بالله من الثياب الفاخرة والفراش الجليل والمال ما قيل: إن ثمنه وقدره نحو عشرن ألف دينار، وأمره بالاستعانة بذلك على إصلاح أمره وإقامة تجمله، وخلع عليه خلع الوزارة في يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر، وسار معه مؤنس المظفر إلى أن بلغ داره بسوق الثلاثاء، ثم حلف عليه علي بن عيسى فتأخر عنه، وسار بين يديه هارون بن غريب وشفيع ومفلح ونسيم وياقوت ونازوك وجميع القواد والغلمان إلى داره بباب البستان. وقدم بقدوم علي بن عيسى أخوه عبد الرحمن وقد كان خرج إليه عند تقلد الخصيبي الوزارة من غير أن يلقاه، وسليمان بن الحسن. وقد ذكرنا حاله فيما تقلد من أعمال الشام في وزارة الخصيبي وعبيد الله بن عبد الله بن الحارث، وأبو زنبور الحسين بن أحمد المادرائي. وبلغ هشام بن عبد الله أنه قد ذكر عند أبي الحسن علي بن عيسى

<<  <   >  >>