للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأنَّ اللَّيالي لم تكنْ قطّ أرخصَتْ ... بنيل المُنَى من ذلك البَشَرِ الرخص

ومنها:

لقد برَّحتني النائباتُ بعيثها ... فمن ألمٍ ومن أملٍ تقصي

سأقتصُّ للملك الهمام شكيتي ... فيبسطَ لي في صَرْفها يدَ مقتصّ

أبي زكرياءَ المهذبِ من أبي ... محمدٍ النامي لمجد أبي حفص

أميرٌ يطيعُ الله من قد أطاعه ... ويعصي حدودَ اللهِ مَن أمرَهُ يعصي

فكم تحرصُ الدُّنيا لتحظى بودّه ... فيصرف وجهَ الزهدِ عن رغبة الحرص

يشيّد أركانَ المعالي براحةٍ ... بناءُ العُلا من سعيها مُحكمُ الرصّ

وتضطر أوصافُ المحامدِ عنده ... إلى خَرَس الوصّافِ أو كذِبِ الخرص

فيستغرق الرَّاجي الأيادي من يدٍ ... ويستجمعُ الرَّامي العوالمَ في شخص

وإن كانَ هذا الشقّ منبت شعبتي ... لأرضَى بذاك الشّقّ حظِّيَ أو شِقْصي

وتؤنسني ذكرايَ تونسَ آملاً ... على بعدِ مهوَى أرضِ تونسَ من حمص

ستذكرني آفاقُ أندلسٍ بما ... جلوتُ بها من رائقٍ حَسَنِ النصّ

فقد بخستْ بالغمط حقِّي كأنَّها ... رأتْ أن عينَ الشَّمسِ تلحقُ بالبخص

وأهوي إلى ذاك الجنابِ ركائبي ... بكلّ نحوصٍ عندها السَّهلُ كالنُّحص

أقسّمُ فرقَ اللَّيلِ عن سُنَّةِ الضّحى ... وأهبط خصرَ القاع من كفَلِ الدعص

إلى أن أرَى وجهاً إذا شمتُ برقَهُ ... رأيتُ جبينَ البدرِ مكتملَ القرص

وقد عورضت هذه القصيدة بقصائد يأتي ذكرها مستوفى من كتاب " إيماض البرق " من جمعي إن شاء الله تعالى، ولي في ذلك من كلمة أولها:

<<  <   >  >>