للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(١٤٠) وعن الأَصمعي، قالَ: وقف اعرأبي على قوم يغتابون رجلا من اخوانه فقال لهم: ابئوا عن عيب من لو كان حاضرا اسرعتم إلى مدحه، فرب مغتاب لغيره بما هو فيه، ومادح لسواه بما لا يعرف به.

(١٤١) وعن الأَصمعي، قالَ: سمعت شيخا من بني عمرو بن كلاب يقول: خرج عبد الله بن جعفر يريد فأجاءه المطر إلى أبيات، فأذا فيها قبة حمراء بفنائها رجل ينادي الدار الدار، فأنخنا وخلنا القبة، وحط عن رحالنا، ثم اتى بجزور فعقرها، فبتنا في شواء وقدير، وتحدث معنا من الليل هنيهة، فلمّا اصبح وقف على القبة وسلم وسألنا عن مبيتنا، وانصرف واتى بجزور فعقرها، فقلنا: يرحمك الله ما تريد إلى هذا. فقال: انا لا نطعم اضيافنا غابا. قالَ عبد الله: فدعوت بثوب فجعلت فيه زعفرانا، وصررت فيه مائة دينار، وبعثت بها إلى اهله، فقالوا: انا لا نقدر على اخذها الا باذنه، فسألته ان يقبلها، فأبى. فلمّا ارتحلنا عنه ودعته، وانثنيت، فألقيت الثوب بين البيوت. وانا لنسير اذ لحقنا على فرسه، مشرعا رمحه، قد احمرت عيناه، والموت بين يديه. فصاح بنا: اغنوا عنى هذا ونبذه الينا وهو يقول:

<<  <   >  >>