للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلطنته ودخل معه مصر، ثم تنقل في الإمرية إلى أن استقر أتابكا، ثم جهز المؤيد إلى حلب كما تقدم وقتل بدمشق، وكان من خيار الأمراء - رحمه الله.

جقمق كان من أبناء التركمان، فاتفق مع بعض التجار أن يبيعه ويقسم ثمنه بينهما ففعل، فتنقل في الخدم حتى تقرر دويداراً ثانياً عند الملك المؤيد قبل سلطنته ثم استمر، وكان يتكلم بالعربي لا يشك من جالسه أنه من أولاد الأحرار، ثم استقر دويداراً كبيراً إلى أن قرره الملك المؤيد في نيابة الشام، فاظهر العصيان بعد موته فآل أمره إلى أن قتل صبراً في شعبان هذه السنة.

شيخ بن عبد الله المحمودي كان قدومه القاهرة على ما أخبرنا به في السنة التي قدم فيها أنص والد برقوق، فعرض على برقوق قبل أن يتسلطن فرام من صاحبه بيعه فاشتط في الثمن وكان ابن اثنتي عشرة سنة ولكن كان جميل الصورة، فاتفق موت الذي جلبه فاشتراه محمود تاجر المماليك بثمن يسير وقدمه لبرقوق فأعجبه، واستمر ينسب لمحمود وتربى في المماليك الكتابية ثم جعل خاصكياً ثم جعل من السقاة، ونشأ ذكياً فتعلم الفروسية من اللعب بالرمح ورمي النشاب والضرب بالسيف وغير ذلك، ومهر في جميع ذلك مع جمال الصورة وكمال القامة وحسن العشرة، وأمر عشرة في أيام الظاهر، وكان ممن سجن من ممالك الظاهر في فتنة منطاش بخزانة شمائل، فنذر إن نجاه الله منها أن يجعلها مسجداً، ففعل ذلك في سلطنته،

<<  <  ج: ص:  >  >>