للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات في ربيع الآخر فجأة بعد أن خرج من الحمام وقد ناهز الثمانين وهو صحيح البنية حسن الوجه واللحية، قال ابن حجي: كان فاضلاً في علوم وكان يخالط الشافعية أكثر من المالكية ويعاشر الأكابر بحسن محاضرته وحلو عبارته.

أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني السلطان أبو العباس بن أبي سالم بن أبي الحسن صاحب فاس ولقبه المستنصر بالله أمير المسلمين ثم اعتقل بطنجة فلم يزل حتى بعث ابن الأحمر صاحب غرناطة إلى محمد بن عثمان أمير سبتة أن يخرجه ويساعده، فركب إلى طنجة فأخرجه وبايع له وحمل الناس على طاعته وبايعه أهل جبل الفتح وأمده ابن الأحمر بعساكر، وكتب ابن الأحمر إلى الأمير عبد الرحمن بن أبي يغمراسن بموافقته ومعاضدته وكان بينهما بون فتصافيا ونازلوا فاس فجرح السعيد محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن سلطانها فاختل أمره وانهزم، وركب أبو العباس وحصر البلد في سنة خمس وسبعين إلى أن دخل سنة ست وسبعين، واستقل السلطان أبو الحسن بملك فاس والمغرب وأمر عبد الرحمن على مراكش، واستوزر أبو العباس محمد بن عثمان بن العباس وألقى إليه المقاليد، ثم غدر عبد الرحمن فأخذ من بلاد أبي العباس اربونة، فترددت الحرب بينهما إلى أن قتل عبد الرحمن في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين، ثم ملك تلمسان وهرب منها صاحبها أبو حمو ثم ثار موسى بن أبي عنان على أبي العباس ونزل دار الملك بفاس، فرجع أبو العباس فنزل تازي فتركه أهل عسكره وتوجهوا إلى موسى فآل الحال إلى أن غلب موسى وقيده وحمله إلى الأندلس فأكرمه ابن الأحمر ولم ينشب موسى أن مات فأقيم المستنصر بن أبي العباس في الملك فبلغ

<<  <  ج: ص:  >  >>