للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينار حصلها من التجار، وصالح القضاة على ألف وخمسمائة دينار، ففرضوها على المدارس، وفرض على جميع القرى ما يحتاج إليه من الشعير، وجمع شيخ العساكر وخرج إلى نوروز وكان تمربغا بحلب ومعه يشبك بن أزدمر.

وفي ربيع الآخر قدم صدر الدين ابن الأدمي إلى دمشق وبيده ولاية القضاء وكتابة السر، وكان قد قدم بذلك من العام الماضي فما مكنه من المباشرة وأهانه وتعوق بسبب ذلك في البلاد الشمالية، فلما وصل أمضى له شيخ وظيفة القضاء خاصة، ثم توجه شيخ إلى جهة حلب وأرسل عسكراً فحاصروها، فسلمها لهم تمربغا المشطوب، واجتمع عنده أحمد بن رمضان وغيره من التركمان وفر إليه جماعة من النوروزية منهم سودون المحمدي وسودون اليوسفي، فرحل في طلب نوروز فلحق أعقابه وقبض على جماعة من أصحابه وكان قرر في حلب قرقماس ابن أخي دمرداش وأرسل عسكراً في طلب نوروز، ورجع إلى دمشق فدخلها في أبهة عظيمة، ولحق العسكر بالتركمان بأنطاكية، وأوقعوا بهم واستنقذوها منهم، وقتل حسين بن صدر الباز في المعركة، وغلب أحمد بن رمضان على نوروز، فمنع عنه العسكر وقتل قطلوبغا الجاموس نائب قلعة حلب، ثم فر نوروز من أسر التركمان فاستولى على قلعة الروم، وكان يشبك بن أزدمر قد فر إلى نوروز واجتمعا بأنطاكية، ولما رجع شيخ إلى دمشق أطلق ناظر الجيش من الترسيم وكذلك الوزير المنفصل، وقرر ابن الموصلي في الحسبة وشرط عليه أن لا يأخذ من الباعة ضيافة القدوم، فكان المشاعلي ينادي بين يديه بذلك وهو لابس الخلعة.

وفي جمادى الأولى قبض الناصر على جماعة من الأمراء وذبحهم وسجن منهم بيغوت وسودون بقجة بالإسكندرية، وفي أواخره استقر أرغون الرومي أمير آخور وصرف كمشبغا المزوق، وفي أول رجب دخل شيخ دمشق راجعاً من حلب وبعث بجماعة من الأمراء فسجنهم بقلعة الصبيبة.

وفي جمادى الأولى منع الأمير جمال الدين من الحكم بين الناس وأمر بالاقتصار على ما يتعلق بالأمور السلطانية، فكان ذلك ابتداء انحطاط منزلته وهو لا يشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>