للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعاني من كسل زملائه المسلمين في الدراسة فهل يعمل مع غير المسلمين؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالب بإحدى المدارس في الغرب، والحمد لله أقضي جل وقتي مع المسلمين، لكن أعاني من كسلي وكسل زملائي المسلمين هنا، ولذلك بدأت بتفضيل العمل مع غير المسلمين هنا في مجال الدراسة فقط، فهل هذا يعتبر موالاة للكفار؟ وماهي شروط العمل معهم في هذه الحالة؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إن من أهم ما يؤثر في أخلاق الإنسان وطبائعه، بل ودينه أيضاً: بيئته المحيطة به، من أشخاص يتعاملون معه ويتعامل معهم، ومكان يعيش فيه ويتردد عليه، وتتردد معالمه على حسه، بحيث يتأثر شعور الإنسان، وتتكون قِيَمُه التي يؤمن بها، وتتلون أخلاقه التي يتخلق بها بهذه المؤثرات المختلفة من حوله، وأخطر ما في ذلك أن هذه العملية تتم من حيث لا يدري، ولا يلقي لها بالاً، ولأجل ذلك قالوا: الطبع لص، يعني أنه ينقل مما حوله خفية، من حيث لا يشعر به الإنسان.

ولأجل ما ذكرنا حدد الشرع للإنسان بيئته التي ينبغي أن يحرص على الحياة فيها، من حيث اختيار الصديق الصالح، والبيئة المسلمة التي يعيش فيها، وحذره من الإقامة بين أظهر المشركين، أومصادقتهم. [راجع أسئلة الولاء والبراء في قسم العقيدة] ، وانظر الأسئلة رقم (٣٨٢٨٤) ، (٢٦١١٨) ، (٢٣٣٢٥) .

وهذا إنما يمكن للمرء أن يتحراها ويتحكم فيها في حال السعة، وأما حين يكون الإنسان في حال الضرورة، أو ما يشبهها، وليس في يده أمر الاختيار، فهنا يكون الكلام عن تحصيل أقصى ما يستطيع من المصالح، ودفع أقصى ما يمكنه من المفاسد. انظر للأهمية السؤال (١٣٣٦٣)

وفيما يتعلق بسؤالك، قبل أن تفكر في العمل مع غير المسلمين، لِمَ لا تحاول أن تدفع الكسل عنك وعن إخوانك المسلمين؟!

لِمَ لا تحاول أن تقدم ـ مع إخوانك ـ صورة طيبة لما ينبغي أن يكون عليه المسلم من جد واجتهاد؟!

إن أخشى ما أخشاه أن تؤكد بذلك السلوك صورة الكسل والتهاون والضعف التي تُنْقل عن المسلمين، ولعمر الله إنها شكوى قديمة، اشتكاها عمر رضي الله عنه من قبل: اللهم أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة!! راجع السؤال رقم (٤٣٢٧٠)

أما إن دار الأمر بين أن تعمل وتجد مع الكفار، أو تنام وادعاً بين المسلمين، فلتعمل ولتجتهد، واحرص على دينك وأخلاقك التي تعلمتها من دينك، وكن شحيحاً بدينك أشد من شحك بمالك ودمك، وانتبه إلى:

١- لا تجعل أصدقاء عملك من النساء، فأنت خبير بأحوالهن، تعرف ما يترتب على صحبتهن والاختلاط بهن، ثم فوق ذلك تعرف أن مثل هذه العلاقات مرفوضة في الشرع.

٢- حاول أن تقلل من الأوقات التي تقضيها بينهم، قدر المستطاع.

٣- اقتصر في حدود هذه العلاقة على ما يتطلبه العمل والدراسة منك.

٤- حاول أن تكون صورة صحيحة للمسلمين: في دينهم وأخلاقهم، واربط كل خير عندك بما يأمرك به دينك.

٥- اعلم أن استقامتك وحرصك على دينك من أسباب احترام الآخرين لك، ومن يدري لعل منهم من يتأثر بك، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها.

والله الموفق.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>