للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عداوة الكفار للمؤمنين دائمة

[السُّؤَالُ]

ـ[هناك من يدعي أن الكفار يحبون المسلمين، وأنهم يريدون لنا الخير، فما رأيكم فيما يقولون؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

- عداوة الكفار من أهل الكتاب , والمشركين , والمنافقين للمؤمنين قائمة إلى أن تقوم الساعة، وصراع الحق والباطل باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما قال سبحانه: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة / ٢١٧.

- ولما كان الإسلام يحكم المؤمنين بالعدل ويعطي كل ذي حق حقه، وهم لا يريدون ذلك، لذلك اجتهدوا في محاربة الدين ورد الحق بالباطل، ولكن هيهات. فالدين باق والله متم نوره ولو كره الكافرون، قال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف /٧-٩.

- إن الكفار يريدون أن تقف أمم الأرض في الكفر صفاً واحداً: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) النساء / ٨٩.

- والذين كفروا ينفقون أموالهم للصد عن سبيل الله , في كل زمان ومكان، لنشر الفساد وإشعال الحروب وقتل المؤمنين، ويأبى الله إلا أن يخذلهم وينصر دينه كما قال سبحانه: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) الأنفال/٣٦.

- وقد أخبر الله عن شدة عداوة الكفار للمسلمين بقوله: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) البقرة/١٠٥.

- والكفار مهما عملوا فعداوتهم لا تنقطع، فهم وإن نطقت ألسنتهم بالموادعة، فإن قلوبهم تأبى إلا الغدر والكيد للإسلام وأهله: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون) التوبة/٨.

- والمنافقون كفار بين المسلمين، البغضاء تبدو من أفواههم، والحقد يملأ قلوبهم، ولكن الله لهم بالمرصاد، كما قال سبحانه: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط) آل عمران/١٢٠.

- وأهل الكتاب يكفرون بآيات الله، ويلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق ويكيدون للإسلام، ليردوا المسلمين عن دينهم كما أخبر الله عنهم بقوله: (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون، يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون، وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) آل عمران/٧٢.

- وقد بين الله بالنص الصريح أن طاعة الكفار مهما كانت سببٌ للهلاك والخسارة وأن طاعته سبحانه هي سبيل العز والنصر والتمكين كما قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين) آل عمران/١٤٩.

- وجميع الكفار من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين كلهم أعداء للمسلمين فلا يجوز الاعتماد عليهم، أو الركون إليهم كما قال سبحانه: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) هود/١١٣.

- وقد حذرنا الله من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فإن خاف المسلمون شرهم جاز اتقاء شرهم بالظاهر، مع بغضهم بالباطن كما قال سبحانه: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) آل عمران/٢٨.

- وحذرنا الله من موالاة اليهود والنصارى، وبين أن من والاهم كان منهم فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة/٥١.

- وجميع الكافرين من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين كلهم يوم القيامة في جهنم كما قال تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) البينة/ ٦.

- والكفار واليهود هم أحرص الناس على الحياة، لأنهم يعلمون أنه لا حظ لهم في الآخرة، فهم يكرهون الموت خوفاً مما بعد الموت كما قال سبحانه عن اليهود والمشركين: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون) البقرة/٩٦.

[الْمَصْدَرُ]

من كتاب أصول الدين الإسلامي تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>