للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتاب إحياء علوم الدين

[السُّؤَالُ]

ـ[هل تنصحوننا بقراءة كتاب إحياء علوم الدين للشيخ أبي حامد الغزالي؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

فقد سئل شيخ الإسلام عن هذا الكتاب فأجاب بقوله:

" أما كتاب (قوت القلوب) ، وكتاب (الإحياء) تبعٌ له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك، وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبى حامد الغزلي، وكلامه أَسَدُّ، وأجود تحقيقاً وأبعد عن البدعة، مع أنَّ في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة، وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية، ومنه ما هو مقبول، ومنه ما هو مردود، ومنه ما هو متنازع فيه، والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه، وقالوا مَرَّضَهُ " الشفاء " يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة.

وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة.

وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُّرهاتهم.

وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه." انتهى مجموع الفتاوى ج١٠ ص٥٥١

ولهذا فالنصيحة بعدم قراءته، وخصوصاً أن هناك ما يغني عنه في بابه مثل ("كتاب حادي الأرواح، وكتاب الفوائد، وكتاب زاد المعاد، لابن القيم"، "وكتاب العبودية، وكتاب الإيمان، لشيخ الإسلام ابن تيمية"، "وكتاب لطائف المعارف، ورسالة الخشوع في الصلاة، لابن رجب") بالإضافة إلى أن هناك تلخيص لكتاب إحياء علوم الدين، يمكن الاستفادة منه مثل مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة. وأما طالب العلم المتمكن فلا بأس أن يقرأ فيه إذا كان يميز بين الصحيح والضعيف، والحق والضلال. ومن أراد الزيادة عن الغزالي وكتابه فليُراجع السؤال رقم (١٣٤٧٣) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>