للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكفّار يسألون من خلق الله

[السُّؤَالُ]

ـ[عندما أقول للكفار بأن الله خلق كل شيء حينها يسألونني ومن خلق الله؟

وكيف كان الله موجوداً منذ البداية؟

كيف أرد على هذا؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

١. هذا السؤال الموجَّه إليك من الكفار: باطل من أصله، متناقض في نفسه!

ذلك لو أننا فرضنا - جدلا - أن هناك خالقاً لله تعالى! فسيقول السائل: من خلق خالق الخالق؟؟! ثم من خلق خالق خالق الخالق؟؟! وهكذا يتسلسل إلى ما لا نهاية.

وهذا محال في العقول.

أما أن المخلوقات تنتهي إلى خالقٍ خلق كل شيء، ولم يخلقه أحد، بل هو الخالق لما سواه: فإن هذا هو الموافق للعقل والمنطق، وهو الله سبحانه وتعالى.

٢. أما من حيث الشرع والدين عندنا: فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أخبرنا عن هذا السؤال، من أين مصدره، وما هو علاجه والرد عليه:

= عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ".

= وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله، - ثم ذكر بمثله - وزاد: " ورسله ".

= وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له من خلق ربَّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ".

= وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي العبد الشيطان فيقول من خلق كذا وكذا؟ ..".

رواها جميعاً الإمام مسلم (١٣٤) .

ففي هذه الأحاديث:

بيان مصدر هذا السؤال، وهو: الشيطان.

وبيان علاجه ورده، وهو:

١. أن ينتهي عن الانسياق وراء الخطرات وتلبيس الشيطان.

٢. وأن يقول " آمنتُ بالله ورسله ".

٣. وأن يستعيذ بالله من الشيطان.

وورد أيضا التفل عن الشِّمال ثلاثا وقراءة سورة قل هو الله أحد (انظر كتاب "شكاوى وحلول " في زاوية الكتب من هذا الموقع)

٣. أما عن وجود الله أولاً، فعندنا في ذلك أخبار من نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنها:

١. قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ". رواه مسلم (٢٧١٣) .

٢. قوله صلى الله عليه وسلم: " كان الله ولم يكن شيء غيره "، وفي رواية " ولم يكن شيء قبله ". رواهما البخاري، الأولى (٣٠٢٠) ، والثانية (٦٩٨٢) . بالإضافة لما في الكتاب العزيز من الآيات، فالمؤمن يُؤمن ولا يشكّ والكافر يجحد والمنافق يشكّ ويرتاب، نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقا ويقينا لاشكّ فيه والله الموفق.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>