للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقصود بالجنة والناس في سورة الناس

[السُّؤَالُ]

ـ[ما المقصود بالجِنّة والنَّاس في سورة الناس، هل هم شياطين الإنس والجن أم ماذا؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

قال الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس *ِ مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاس * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس *ِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس) . سورة الناس

في هذه الآيات الكريمة أمر بالاستعاذة من الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس.

وفيها بيان حال هذا الوسواس، وأنه قد يكون من الجن، وقد يكون من الإنس.

قال الحسن: هما شيطانان، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية.

وقال قتادة: إن من الجن شياطين، وإن من الإنس شياطين، فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن.

هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية الكريمة.

قال ابن القيم رحمه الله:

" فالصواب في معنى الآية أن قوله: (مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بيان للذي يوسوس، وأنهم نوعان: إنس وجن، فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضا يوسوس في صدور الإنس. . . .

ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة: اشتراكهما في الوحي الشيطاني، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) الأنعام/١١٢.

فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله، ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله، فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني، ويشتركان في الوسوسة. . . .

وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين: شياطين الإنس وشياطين الجن " انتهى باختصار.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم":

" وقوله: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس)

أي: أن الوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم.

أما وسوسة الجن؛ فظاهر؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم.

وأما وسوسة بني آدم؛ فما أكثرَ الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلُبِّه وينصرف إليه " انتهى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>