للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث مكذوب في التحذير من إغضاب الزوج لزوجته

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الحديث التالي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (فوالله لو أغضب زوجٌ زوجتَه وقفَّى عنها راحلا، تاركا إياها حزينة، فإن الله يكتب له في كل خطوة لعنة، ويبعد عنه رزقه، ويقلل من عافيته، ويكتب له من كل دمعة من عينيها ألف جمرة في كل ليلة، نصفها في الدنيا، والنصف الآخر في الآخرة) ؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من الأكاذيب التي لا أصل لها، والتي ينقلها بعض أهل البدع وبعض عوام الناس الذين لا يعون مدى خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواضح جداً ما في هذا الكلام من المبالغة الشديدة في ترتيب عقوبة معينة على فعل لا يستحق كل ذلك.

ومن أراد أن يأمر الرجل بالإحسان إلى امرأته، وينهاه عن ظلمها فعنده من الأحاديث الصحيحة ما يغني عن هذا الكذب.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (٣٣٣١) ومسلم (١٤٦٨) .

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (٣٨٩٥) وقال: حسن غريب صحيح، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١١٧٤) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) رواه أحمد (٢/٤٣٩) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (١٤٦) ومحققو مسند أحمد، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٠١٥) .

ومعنى الحديث: اللهم اشهد أني أضيق على الناس وأشدد عليهم في تضييع حق اليتيم والمرأة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>