للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل ورد أن الله أمر بإدخال رجل النار فقال: ما كان هذا ظني بك يارب؟

[السُّؤَالُ]

ـ[هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يأمر الملائكة بإدخال رجل النار، فيقول هذا الرجل: (ما كان هذا ظني بك يا رب) فيأمر الله بأن يدخلوه الجنة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

لعل الحديث المشار إليه هو ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة: يا حنان! يا منان! فيقول الله تبارك وتعالى: يا جبريل اذهب فأتني بعبدي هذا، فيذهب فيجد أهل النار منكبين على وجوههم يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره فيقول: اذهب فأتني بعبدي. فيقول: هو في موضع كذا وكذا، فيذهب فيجيء به، فيوقف بين يدي الله تعالى، فيقول: عبدي كيف وجدت مكانك، وكيف وجدت مقيلك؟ فيقول: يا رب شر مقيل وشر مكان. فيقول: ردوا عبدي. فيقول: يا رب! ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني إليها. فيقول: دعوا عبدي)

رواه أحمد في " المسند " (٢١/٩٩) طبعة مؤسسة الرسالة، وابن أبي حاتم في " التفسير " (٩/٢٩٣٥) ، وابن خزيمة في " التوحيد " (٢/٧٤٩-٧٥٠) ، وابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " (١١٠) ، والبيهقي في في " شعب الإيمان " (١/٥٠٠) وغيرهم:

من طرق عن سلام بن مسكين، عن أبي ظلال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه به مرفوعا.

قلنا:

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب أبي ظلال، واسمه هلال بن أبي هلال عامة المحدثين على ضعفه ونكارة حديثه.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

" هذا حديث ليس بصحيح " انتهى.

" الموضوعات " (٣/٢٦٧)

وقال الألباني رحمه الله:

" ضعيف جدا " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (١٢٤٩)

وقد روي هذا المعنى أيضا عن بلال بن سعد، من قوله:

(يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار، قال: فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما، فيوقفان بين يديه، فيقول: كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما؟ فيقولان: شر مقيل، وأسوأ مصير. فيقول بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد. فيأمر بهما إلى النار، فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها، وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت، فيأمر بردهما، فيقول للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها: ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها؟ فيقول: يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيا. ويقول: للذي مضى وهو يتلفت ما حملك على ما صنعت؟ قال: لم يكن هذا ظني بك يا رب. قال: فما كان ظنك؟ قال: كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها.

قال: إني عند ظنك بي، وأمر بصرفهما إلى الجنة)

رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (٥/٢٢٦) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الوليد بن أبان، ثنا أبو سعيد الدشتكي، ثنا سليمان بن منصور بن عمار – هكذا في المطبوع ولعل الصواب سليم بن منصور -، ثنا أبي، ثنا الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد به.

وهذا إسناد ضعيف أيضا، بسبب منصور بن عمار، جاء في ترجمته في " ميزان الاعتدال " (٤/١٨٧) " قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حديثه منكر. وقال الدارقطني: يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها " انتهى.

إضافة إلى أن بلال بن سعد من الطبقة الوسطى من التابعين، كان قاصا مكثرا من القصص، وهو وإن حكم العلماء بتوثيقه، لكنه لم يسند كلامه هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تقبل منه حكايته هذه لعدم ثبوتها.

وقد روي نحو ذلك المعنى، مختصرا عن الحسن البصري، رحمه الله.

ينظر: "القول المسدد"، للحافظ ابن حجر (٣٥) .

والخلاصة: أنه لا يثبت شيء في هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وينظر، في حسن الظن بالله عز وجل، جواب السؤال رقم: (١٢٥٦١٨)

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>