للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث (إنَّ مِن إجلال الله ... )

[السُّؤَالُ]

ـ[ما صحة ومعنى الحديث التالي: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مِن إجلال الله تعالى إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المُقسط)

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

يروي هذا الحديث الصحابي الجليل أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)

رواه أبو داود (٤٨٤٣) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (رقم/٣٥٨) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (٤/٥٦٥) ، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (١/٤٣٤) ، والعراقي في "تخريج الإحياء" (٢/٢٤٥) وابن حجر في "تلخيص الحبير" (٢/٦٧٣) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود".

جاء في "عون المعبود بشرح سنن أبي داود" (١٣/١٣٢) :

" (إِنَّ مِن إجلالِ الله) أي: تبجيله وتعظيمه.

(إكرام ذي الشيبة المسلم) أي: تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام، بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه، ونحو ذلك، كل هذا مِن كمالِ تعظيم الله، لحرمته عند الله.

(وحاملِ القرآن) أي: وإكرام حافِظِهِ، وسماه حاملا له لِما يَحمِل لمشاق كثيرة، تزيد على الأحمال الثقيلة، قاله العزيزي. وقال القارى: أي: وإكرام قارئه، وحافظه، ومفسره.

(غيرِ الغالي فيه) أي: في القرآن. والغلو: التشديد ومجاوزة الحد، يعني: غير المتجاوز الحد في العمل به، وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانية، وفي حدود قراءته ومخارج حروفه، قاله العزيزي.

(والجافي عنه) أي: وغير المتباعد عنه، المعرض عن تلاوته، وإحكام قراءته، وإتقان معانيه، والعمل بما فيه.

وقيل: الغلو: المبالغة في التجويد، أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه عن تدبر المعنى.

والجفاء: أن يتركه بعد ما علمه، لا سيما إذا كان نسيه، فإنه عُدَّ مِن الكبائر.

قال في النهاية: ومنه الحديث (اقرؤوا القران ولا تجفوا عنه) أي: تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته بأن تتركوا قراءته، وتشتغلوا بتفسيره وتأويله.

ولذا قيل: " اشتغل بالعلم بحيث لا يمنعك عن العمل، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم ".

وحاصله أن كلا من طرفي الإفراط والتفريط مذموم، والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال. كذا في "المرقاة شرح المشكاة".

(وإكرام ذي السلطان المُقسط) بضم الميم. أي: العادل " انتهى مِن "عون المعبود".

وانظر جواب السؤال رقم (٣٣٦٨٠) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>