للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى قوله " كنت سمعه الذي يسمع به وبصره.. " الخ

[السُّؤَالُ]

ـ[ما معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: (وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها) ؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إذا أدى المسلم ما فرض الله عليه.. ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمر على ذلك ما وسعه أحبه الله تعالى، وكان عوناً له في كل ما يأتي ويذر فإذا سمع كان مسدداً من الله في سمعه، فلا يسمع إلا إلى الخير، ولا يقبل إلا الحق وينزاح عنه الباطل بتأييد الله وتوفيقه، فيرى الحق حقاً والباطل باطلاً، وإذا بطش بشيء بطش بقوة من الله فكان بطشه من بطش الله نصرة للحق، وإذا مشى كان مشيه في طاعة الله طلباً للعلم، وجهاداً في سبيل الله، وبالجملة كان عمله بجوارحه الظاهرة والباطنة بهداية من الله وقوة منه سبحانه.

وبهذا يتبين أنه ليس في الحديث دليل على حلول الله في خلقه أو اتحاده بأحد منهم، ويُرشِد إلى ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى: ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه، وما جاء في بعض الروايات من قوله تعالى: فبي يسمع وبي يبصر.. الخ ففي ذلك إرشاد إلى المراد من أول الحديث، وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومُعيذ.. وهذا الحديث نظير الحديث القدسي الآخر: (يقول الله تعالى: عبدي مرضتُ فلم تعُدني الخ ... ) فكل منهما يشرح آخره أوله، ولكن أرباب الهوى يتبعون ما تشابه من النصوص، ويعرضون عن المُحْكم منها فضلوا سواء السبيل.

[الْمَصْدَرُ]

اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى إسلامية ١/٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>