للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا توضأ لقراءة القرآن فلا بأس من الصلاة بهذا الوضوء

[السُّؤَالُ]

ـ[سمعت فتوى تقول أنني لو توضأت لقراءة القرآن فلا يصح أن أصلي بنفس الوضوء، ولو توضأت مثلاً للصلاة فلا يصح أن أقرأ القرآن بهذا الوضوء، فما صحة هذا الكلام وبماذا أستدل على قائليه، وإن كان صحيحاً فماذا أنوي عند وضوئي؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذه الفتوى غير صحيحة، بل من توضأ لشيء مما يستحب له الوضوء أو يجب فقد صح وضوؤه وارتفع حدثه، ويجوز له أن يفعل ما توضأ من أجله وغيره، ما دام لم يحدث.

فمن توضأ لقراءة القرآن جاز له أن يصلي بهذا الوضوء، ومن توضأ للصلاة، جاز له أن يقرأ القرآن.

قال أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى: "وإن نوى الطهارة للصلاة أو لأمر لا يستباح إلا بطهارة كمس المصحف ونحوه أجزأه لأنه لا يستباح مع الحدث , فإذا نوى الطهارة لذلك تضمنت نيته رفع الحدث".

قال النووي في شرحه: "هذا الذي ذكره نص عليه الشافعي رحمه الله واتفق عليه الأصحاب , ثم إذا نوى الطهارة لشيء لا يستباح إلا بالطهارة ارتفع حدثه واستباح الذي نواه وغيره" انتهى.

"المجموع" (١/٣٦٥) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إذا توضأ الإنسان لرفع الحدث ولم ينو صلاة فهل يجوز أن يصلي بذلك الوضوء؟

فأجاب: " إذا توضأ الإنسان بغير نية الصلاة، وإنما توضأ لرفع الحدث فقط، فله أن يصلي ما يشاء من فروض ونوافل حتى تنتقض طهارته" انتهى.

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (١١/١٤٩) .

وأما ماذا ينوي المسلم عند وضوئه؟

فينوى رفع الحدث الأصغر، أو ينوي الوضوء من أجل ِفْعل ما يجب أو يستحب له الوضوء.

فمثال ما يجب له الوضوء: الصلاة ومس المصحف.

ومثال ما يستحب له الوضوء: قراءة القرآن وذكر الله، وعند النوم.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>