للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تغسل من الحيض ثم ترى الكدرة

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة لدي إفرازات مستمرة وهي ذات لون أصفر. وأنا من الفتيات اللاتي لا يوجد عندهن علامة طهر ولا أعرف كيف تكون علامة طهري في هذه الحالة. فدورتي تكون ٧ أيام أي (الدم الصريح يكون ٧ أيام) وما بعده ينزل من كدرة وصفرة فسؤالي هنا عندما تختفي الكدرة وتبقي الصفرة هل هذه الصفرة تابعة للدورة أم هي تابعة للإفرازات الصفراء المستمرة فأحيانا الكدرة تختفي يوما وتبقي الإفرازات الصفراء فأغتسل وأصلي وبعدها تنزل الكدرة من جديد ولو مرة في اليوم فأبقى في حيرة كبيرة من أمري هل أعيد الغسل أم لا؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

الإفرازات المستمرة التي تخرج من المرأة، طاهرة على الراجح من قولي العلماء، لكنها تنقض الوضوء، وتعامل صاحبتها معاملة من به سلس بول، فتتوضأ لكل صلاة، وتصلي ما شاءت من الفرض والنفل. وتفصيل ذلك تجدينه في جواب السؤال رقم (٥٠٤٠٤)

ثانيا:

تعرف المرأة الطهر بإحدى علامتين:

الأولى: نزول القصة البيضاء.

والثانية: حصول الجفاف التام، بحيث لو احتشت بقطنة خرجت نظيفة، ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة.

وقال الباجي في "المنتقى": " وَالْمُعْتَادُ فِي الطُّهْرِ أَمْرَانِ: الْقَصَّةُ الْبَيْضَاءُ، وَهِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ.

وَالْأَمْرُ الثَّانِي: الْجُفُوفُ، وَهُوَ أَنْ تُدْخِلَ الْمَرْأَةُ الْقُطْنَ أَوْ الْخِرْقَةَ فِي قُبُلِهَا فَيَخْرُجَ ذَلِكَ جَافًّا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ، وَعَادَةُ النِّسَاءِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ، وَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْجَفَافَ " انتهى باختصار.

ثالثا:

الصفرة أو الكدرة إذا اتصلت بالحيض فهي من الحيض، وإذا جاءت بعد تحقق الطهر، فلا يلتفت لها.

قال البخاري رحمه الله في صحيحه: " بَاب إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ فَتَقُولُ لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ ".

والدُّرْجة: هو الوعاء التي تضع المرأة طيبها ومتاعها، والكرسف: القطن، والصفرة: الماء الأصفر.

ودم الحيض غالبا ما يتغير لونه في آخر مدة الحيض، فيخف لونه، وقد تتبعه صفرة أو كدرة. وأثر عائشة رضي الله عنها يشير إلى هذا، ويدل على أن الصفرة المتصلة بالحيض تعد حيضا.

والأصل أن تعتبري هذه الصفرة من الحيض، لا من الإفرازات، ما دمت لم تتحققي من علامة الطهر، لا سيما وأنت ترين الكدرة بعد اغتسالك، فهذا مما يرجح أنها من الحيض.

وأما إذا تحقق الطهر بنزول القصة البيضاء أو بالنقاء التام، فإنه لا يلتفت إلى الصفرة والكدرة حينئذ، وهذا ما دل عليه قول أم عطية رضي الله عنها: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا) رواه البخاري (٣٢٠) وأبو داود (٣٠٧) واللفظ له.

وانظري السؤال رقم (٥٥٩٥) ورقم (٥٠٠٥٩)

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>