للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مختصر لمسائل العقيدة الصحيحة للمسلم وما يضادها من العقائد الباطلة

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو المعتقد الحق؟ وأريد معرفة بعض المعتقدات الباطلة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

١. معلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنَّة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتُقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإن كانت العقيدة غير صحيحة: بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال، كما قال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة/ ٥، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) الزمر/ ٦٥، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

٢. وقد دل كتاب الله المبين وسنَّة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز، وبعث الله بها رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم.

وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جدّاً، فمن ذلك قول الله سبحانه: (لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) البقرة/ ١٧٧، وقوله سبحانه: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) الآية البقرة/ ٢٨٥، وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً) النساء/ ١٣٦.

أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جدّاً، منها: الحديث الصحيح المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله وعليه وسلم عن الإيمان، فقال له: الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. الحديث، وأخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة.

وهذه الأصول الستة يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه، وفي أمر المعاد، وغير ذلك من أمور الغيب.

٣. الإيمان بالله سبحانه: ويشمل الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد، والمحسن إليهم، والقائم بأرزاقهم والعالم بسرِّهم وعلانيتهم، والقادر على إثابة مطيعهم، وعقاب عاصيهم، ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وأمرهم.

وحقيقة هذه العبادة: هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به، من دعاء، وخوف، ورجاء، وصلاة، وصوم، وذبح، ونذر، وغير ذلك من أنواع العبادة، على وجه الخضوع له، والرغبة، والرهبة، مع كمال الحب له سبحانه، والذل لعظمته.

ومن الإيمان بالله أيضاً: الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده، وفرضه عليهم، من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمَّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر.

وأهم هذه الأركان وأعظمها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله، فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده، ونفيها عما سواه، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غير ذلك: فكله معبود بالباطل، والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) الحج/ ٦٢.

ومن الإيمان بالله أيضاً: الإيمان بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، بل يجب أن تُمرَّ كما جاءت به، بلا كيف، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف الله عز وجل، يجب وصفه بها على الوجه اللائق به، من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى/ ١١.

٤. الإيمان بالملائكة: ويتضمن الإيمان بهم إجمالاً، وتفصيلاً، فيؤمن المسلم بأن لله ملائكة خلقهم لطاعته، ووصفهم بأنهم عبَاد مُكرَمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء/ ٢٨.

وهم أصناف كثيرة، منهم الموكلون بحمل العرش، ومنهم خزنة الجنَّة والنَّار، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد.

ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمى الله ورسوله منهم: كجبريل، وميكائيل، ومالك خازن النار، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وقد جاء ذكره في أحاديث صحيحة، وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم) أخرجه مسلم في صحيحه.

٥. الإيمان بالكتب: يجب الإيمان إجمالاً بأن الله سبحانه قد أنزل كتباً على أنبيائه ورسله لبيان حقه والدعوة إليه، كما قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الآية الحديد/ ٢٥.

ونؤمن على سبيل التفصيل بما سمى الله منها، كالتوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن.

والقرآن الكريم هو أفضلها، وخاتمها، وهو المهيمن عليها، والمصدق لها، وهو الذي يجب على جميع الأمة اتباعه، وتحكيمه، مع ما صحت به السنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله سبحانه بعث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى جميع الثقلين، وأنزل عليه هذا القرآن ليحكم به بينهم وجعله شفاءً لما في الصدور، وتبيانا لكل شيء، وهدى ورحمة للمؤمنين، كما قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأنعام/ ١٥٥.

٦. الإيمان بالرسل: يجب الإيمان بالرسل إجمالاً، وتفصيلاً، فنؤمن أن الله سبحانه أَرسل إلى عباده رسلاً منهم مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الحق، فمن أجابهم: فاز بالسعادة، ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة، وخاتمهم وأفضلهم هو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) النحل/ ٣٦.

ومَن سمَّى الله منهم أو ثبت عن رسول الله تسميته آمنَّا به على سبيل التفصيل والتعيين، كنوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وغيرهم، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة، وأزكى التسليم.

٧. الإيمان باليوم الآخر، وأما الإيمان باليوم الآخر فيدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ما يكون بعد الموت، كفتنة القبر، وعذابه، ونعيمه، وما يكون يوم القيامة من الأهوال، والشدائد، والصراط، والميزان، والحساب، والجزاء، ونشر الصحف بين الناس، فآخذٌ كتابه بيمينه، وآخذٌ كتابه بشماله أو من وراء ظهره، ويدخل في ذلك أيضاً: الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالجنَّة والنَّار، ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه، وتكليمه إياهم، وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنَّة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب الإيمان بذلك كله، وتصديقه على الوجه الذي بيَّنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

٨. الإيمان بالقدر، وأما الإيمان بالقدَر فيتضمن الإيمان بأمور أربعة: العلم، والكتابة، والخلق، والمشيئة، وينظر تفصيلها في أجوبة الأسئلة: (٣٤٧٣٢) و (٤٩٠٠٤) و (٢٠٨٠٦) .

٩. ويدخل في الإيمان بالله: اعتقاد أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وأنه لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر، كالزنا، والسرقة، وأكل الربا، وشرب المسكرات، وعقوق الوالدين، وغير ذلك من الكبائر، ما لم يستحل ذلك؛ لقول الله: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) النساء/ ٤٨، وما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يُخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.

١٠. ومن الإيمان بالله: الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة في الله، فيحب المؤمنُ المؤمنينَ ويواليهم، ويبغض الكفار ويعاديهم.

وعلى رأس المؤمنين من هذه الأمة: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهل السنة والجماعة يحبونهم، ويوالونهم، ويعتقدون أنهم خير الناس بعد الأنبياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) متفق على صحته.

ويعتقدون أن أفضلهم: أبو بكر الصدِّيق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، رضي الله عنهم أجمعين، وبعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنَّة، ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويعتقدون أنهم في ذلك مجتهدون، من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين به، ويتولونهم، ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويترضون عنهم جميعاً.

ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسبونهم، ويغلون في أهل البيت، ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله عز وجل إياها، كما يتبرؤون من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.

١١. وجميع ما ذكرناه هو العقيدة الصحيحة التي بعث الله بها رسوله محمَّداً صلى الله عليه وسلم، وهي عقيدة الفرق الناجية، أهل السنة والجماعة، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقال الصحابة: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) ، وهي العقيدة التي يجب التمسك بها، والاستقامة عليها، والحذر مما خالفها.

١٢. وأما المنحرفون عن هذه العقيدة، والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة؛ فمنهم عبَّاد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها، فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل، بل خالفوهم، وعاندوهم، كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات، وشفاء المرضى، والنصر على الأعداء، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، فلما أنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده: استغربوا ذلك وأنكروه، وقالوا: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ص/ ٥.

ثم تغيرت الأحوال، وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية، بالغلو في الأنبياء، والأولياء، ودعائهم، والاستغاثة بهم، وغير ذلك من أنوع الشرك، ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب، ولم يزل هذا الشرك يتفشى في الناس إلى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل، وبُعد العهد بعصر النبوة.

١٣. ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة، والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام: ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع " ماركس "، و " لينين "، وغيرهما من دعاة الإلحاد والكفر، سواء سموا ذلك " اشتراكية "، أو " شيوعية "، أو " بعثية "، أو غير ذلك من الأسماء، فإن من أصول هؤلاء الملاحدة: أنه لا إله، والحياة مادة، ومن أصولهم: إنكار المعاد، وإنكار الجنَّة والنَّار، والكفر بالأديان كلها، ومن نظر في كتبهم ودرس ما هم عليه: علَم ذلك يقيناً، ولا ريب أن هذه العقيدة مضادة لجميع الأديان السماوية، ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة.

١٤. ومن العقائد المضادة للحق: ما يعتقده بعض الباطنية، وبعض المتصوفة من أن بعض من يسمونهم بالأولياء يشاركون الله في التدبير، ويتصرفون في شؤون العالم، ويسمونهم بالأقطاب، والأوتاد، والأغواث، وغير ذلك من الأسماء التي اخترعوها لآلهتهم، وهذا من أقبح الشرك في الربوبية، وهو شرٌّ من شرك جاهلية العرب؛ لأن كفار العرب لم يشركوا في الربوبية، وإنما أشركوا في العبادة، وكان شركهم في حال الرخاء، أما في حال الشدة: فيخلصون لله العبادة، كما قال سبحانه: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) العنكبوت/ ٦٥، أما الربوبية: فكانوا معترفين بها لله وحده، كما قال سبحانه: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) الزخرف/ ٨٧، وقال تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) يونس/ ٣١، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

١٥. ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات: عقائد أهل البدع، من الجهمية، والمعتزلة، ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عز وجل، وتعطيله سبحانه من صفات الكمال، ووصفه عز وجل بصفة المعدومات، والجمادات، والمستحيلات، تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً.

ويدخل في ذلك: مَن نفى بعض الصفات وأثبت بعضها، كالأشاعرة، فإنه يلزمهم فيما أثبتوه من الصفات نظير ما فروا منه في الصفات التي نفوها وتأولوا أدلتها، فخالفوا بذلك الأدلة السمعية، والعقلية، وتناقضوا في ذلك تناقضاً بيِّناً.

باختصار من رسالة " العقيدة الصحيحة وما يضادها " للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>