للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صوته فيه خشوع، وهو يقنت الفجر يوم الجمعة، فهل أصلي خلفه التراويح؟

[السُّؤَالُ]

ـ[عندنا في المنطقة إمام، أكرمه الله بصوت عذب، تقشعر له الأبدان، لكن هذا الإمام لديه عادة أقرب ما تكون إلى الابتداع وهي القنوت في فجر كل جمعة! فما حكم الصلاة خلفه ولو كانت نافلة كقيام ليل رمضان؟ مع العلم بوجود مساجد كثيرة - ولله الحمد - لكن أئمتها صوتهم عادي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

اختلف العلماء في حكم القنوت في صلاة الفجر كل يوم، فذهب بعضهم إلى أنه سنة، وذهب آخرون إلى أنه بدعة مكروهة.

وهذا القول الثاني هو الصحيح، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (٢٠٠٣١) .

وبهذا يظهر أن ما يفعله هذا الإمام شيء محدَث لا أصل له.

فينبغي نصحه بأن يعيد النظر فيما يفعله، وأن عليه أن يأخذ بأحد القولين السابقين: إما القنوت في الفجر كل يوم، وإما ترك القنوت، حسب ما يظهر له من الأدلة.

ثانياً:

أما صلاة التراويح خلفه، فلا مانع من ذلك، لأن قنوته في الفجر لا علاقة له بصلاة التراويح، ثم إن الذي يظهر أنه يقنت في فجر الجمعة متأولاً، ظناً منه أن في هذا فضيلة خاصة.

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام؛ لما ينتج عن ذلك من الخشوع، وحضور القلب؟ .

فأجاب:

"الأظهر - والله أعلم -: أنه لا حرج في ذلك، إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، ويرتاح في صلاته، ويطمئن قلبه؛ لأنه ما كل صوت يريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان، أو فلان: الرغبة في الخير، وكمال الخشوع في صلاته: فلا حرج في ذلك، بل قد يُشكر على هذا، ويؤجر على حسب نيته، والإنسان قد يخشع خلف إمام، ولا يخشع خلف إمام؛ بسبب الفرق بين القراءتين، والصلاتين، فإذا كان قَصَدَ بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته، وليستفيد من ذلك، وليخشع في صلاته، لا لمجرد الهوى، والتجول، بل لقصد الفائدة، والعلم، وقصد الخشوع في الصلاة: فلا حرج في ذلك، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى) فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات: فهذا أيضا مقصد صالح" انتهى.

" فتاوى الشيخ ابن باز " (١١ / ٣٢٨، ٣٢٩) .

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>