للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة

[السُّؤَالُ]

ـ[هل حديث: (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ورد هذا الحديث عن ثمانية من الصحابة:

أشهرها وأكثرها طرقا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وورد أيضا عن عبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأنس، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم جميعا.

وورد عن الشعبي مرسلاً.

وعامة أهل العلم على تضعيف هذا الحديث من جميع طرقه التي أوردها الحافظ الدارقطني في "السنن" (كتاب الصلاة/باب ذكر قوله صلى الله عليه وسلم من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة واختلاف الروايات) (١/٣٢٣) ، وضعفها كلها هناك.

وكذلك فعل الإمام البيهقي في جزء خاص سماه: "القراءة خلف الإمام"، وفي "السنن الكبرى" (٢/١٥٩) (كتاب الصلاة/ باب من قال لا يقرأ خلف الإمام على الإطلاق)

قال الإمام البخاري رحمه الله:

" هذا خبر لم يثبت عند أهل العلم من أهل الحجاز، وأهل العراق، وغيرهم؛ لإرساله وانقطاعه " انتهى.

"خير الكلام في القراءة خلف الإمام" (ص/٩) مكتبة الإيمان – الطبعة الثانية – ١٤٠٥هـ.

وقال المجد ابن تيمية رحمه الله:

" وقد روي مسندا من طرق كلها ضعاف، والصحيح أنه مرسل " انتهى.

"منتقى الأخبار" (رقم/٧٠٠)

وقال ابن الجوزي رحمه الله:

" لهذا الحديث طرق: عن جابر، وعن علي، وابن عمر، وابن عباس، وعمران بن حصين: ليس فيها ما يثبت " انتهى.

"العلل المتناهية" (١/٤٢٨)

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:

" روي هذا الحديث من طرق، ولا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.

"تفسير القرآن العظيم" (١/١٠٩)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" لكنه حديث ضعيف عند الحفاظ، وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني وغيره " انتهى.

"فتح الباري" (٢/٢٤٢)

وقال أيضا رحمه الله:

" حديث: (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) مشهورٌ من حديث جابر رضي الله عنه، وله طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وكلها معلولة " انتهى.

"تلخيص الحبير" (١/٢٣٢)

وقال النووي رحمه الله:

" ضعيف " انتهى.

"الخلاصة" (١/٣٧٧)

وقد نص على ضعفه أيضا كثير من أصحاب الرأي أتباع أبي حنيفة، وإن قالوا بمضمونه بسقوط القراءة عن المأموم مطلقا.

جاء في "معرفة السنن والآثار" (رقم/٩٥٣) للبيهقي قال:

" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت سلمة بن محمد الفقيه، يقول:

سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة) ؟

فقال: لم يصح فيه عندنا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، إنما اعتمد مشايخنا فيه الروايات عن علي، وعبد الله بن مسعود، والصحابة.

قال أبو عبد الله – هو الحاكم صاحب المستدرك -:

أعجبني هذا لمَّا سمعته، فإن أبا موسى أحفظ من رأينا من أصحاب الرأي على أديم الأرض " انتهى.

وللتوسع في تخريج الحديث ينظر: "نصب الراية" للزيلعي (٢/٦) ، "إرواء الغليل" للشيخ الألباني (٢/٢٦٨)

وأما حكم قراءة المأموم خلف الإمام، فهي من مسائل الخلاف بين أهل العلم؛ وقد سبق في موقعنا بيان أن الصحيح وجوب قراءة صلاة الفاتحة على الجميع: الإمام والمأموم والمنفرد، وفي جميع الصلوات أيضا: السرية والجهرية.

فيرجى مراجعة ذلك في جواب السؤال رقم: (١٠٩٩٥) ، (٧٤٩٩٩)

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>