للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسبوق يتابع إمامه في قراءة التشهد

[السُّؤَالُ]

ـ[هل أقرأ التشهد كاملا مع الإمام في الركعة الأخيرة إذا كنت لم أدخل معه من أول الصلاة، أي: ليست الأخيرة بالنسبة لي؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

لا خلاف بين أهل العلم أن المسبوق (وهو من دخل مع الإمام وقد فاته ركعة فأكثر) يجلس مع الإمام جلسة التشهد، متابعةً له، سواء وافقت موضع الجلوس بالنسبة للمسبوق، كمن أدرك الركعتين الأخيرتين من الرباعية، أو لم توافق موضع جلوسه، كمن أدرك ركعة من صلاة المغرب مثلا.

وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ) رواه البخاري (٣٦١) ومسلم (٤١١) .

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده (١/٢٦٠) : عن أبي سعيد وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم، في الرجل يدخل مع الإمام وقد فاته بعض الصلاة؟

قالوا: (يصنع كما يصنع الإمام، فإذا قضى الإمام صلاته قام فقضى صلاته) .

وقال السرخسي في "المبسوط" (١/٣٥) :

" لا خلاف أن المسبوق يتابع الإمام في التشهد، ولا يقوم للقضاء حتى يسلِّمَ الإمام " انتهى.

فإذا جلس المأموم المسبوق مع الإمام فإنه يأتي بالتشهد كاملا، ثم يدعو بعده بما تيسر له، فإن ذلك خير من السكوت.

قال الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (٢/٣٦٣) :

" الصحيح عندهم (يعني الشافعية) أنه يأتي بها (يعني قراءة التشهد) مع الإمام للاقتداء، وهذا المنقول عن السلف، روى البيهقي في سننه عن سعيد بن المسيب أنه قال: إن السنة إذا أدرك الرجل ركعة من صلاة المغرب مع الإمام أن يجلسَ مع الإمام " انتهى بتصرف يسير.

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (٤/٥٤) :

" لو أدرك المسبوق الإمام في غير القيام، إما في الركوع وإما في السجود وإما في التشهد، فإنه يُحرِمُ معه، ويأتي بالذكر الذي يأتي به الإمام " انتهى.

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء (٧/٤٢٩) :عندما أحضر لأصلي الصلاة في المسجد وهي رباعية أو ثلاثية، فبعض الأحيان أحضر وقد فاتني ركعة، فعندما أصلي الركعة الأولى بالنسبة لي، يجلس الإمام للتشهد الأول، فماذا أفعل أو أقرأ في هذه الحالة؟

فأجابت:

" المسبوق يتابع إمامه في جميع أفعال الصلاة، فإذا جلس في الركعة الثانية للتشهد الأول فاجلس معه، واقرأ التشهد، ولو كان بالنسبة لك الركعة الأولى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ، فَلَا تَختَلِفُوا عَلَيَّ) متفق على صحته " انتهى.

وقال السرخسي في "المبسوط" (١/٣٥) :

" وتكلموا أنه بعد الفراغ من التشهد ماذا يصنع؟ والأصح أنه يأتي بالدعاء متابعةً للإمام " انتهى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>