للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمامه عدة خيارات، فكيف يستخير؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالب سعودي في كندا أود إكمال دراستي للماجستير في الهندسة وأنا محتار في خمس تخصصات للماجستير ألا وهي ١- التخطيط العمراني ٢- التصميم العمراني ٣-الإسكان ٤-التطوير العقاري ٥-إدارة العمران سؤالي: هل أصلي صلاة استخارة واحدة وأذكر جميع التخصصات أو خمس صلوات متتالية لكل تخصص؟ أرجو الإجابة مع التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

معنى الاستخارة أن يستخير المسلم ربه ليختار له أصلح الأمرين في دينه ودنياه.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" والاستخارة معناها طلب خير الأمرين " انتهى.

"شرح رياض الصالحين" (ص/ ٧٩٢) .

وقال في "تاج العروس" (١١ / ٢٥٠) :

" وفي حديث الاستخارة: (اللَّهُمَّ خِرْ لِي) أَي: اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن " انتهى.

والأصل في صلاة الاستخارة أنها تكون في أمر واحد يفعله الإنسان أو يتركه.

وعلى هذا، فعليك أن تنظر في هذه الخيارات، وتقلب فيها الرأي، وتستشير أهل الخبرة والمعرفة والعقل، حتى يترجح لديك أمر واحد، فتصلى له الاستخارة.

" قَالَ النَّوَوِيُّ: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الِاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مَنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ. قَالَ تَعَالَى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) وَإِذَا اسْتَشَارَ وَظَهَرَ أَنَّهُ مَصْلَحَةٌ , اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ " انتهى.

"الموسوعة الفقهية" (٣/٢٤٣) .

وقال الدكتور محمد بن عبد العزيز المسند:

" إذا أراد المسلم أن يقوم بعمل وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ بفعله فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه، فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على الترك، أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات فعليه أوّلاً بعد أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص أن يحدّد خياراً واحداً فقط من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله قدّم بين يدي ذلك الاستخارة " انتهى.

فإذا استخرت على واحد من تلك الخيارات، فلم يقدر الله اختياره لك فانتقل إلى ما يليه واستخر الله تعالى بعد النظر والاستشارة.

وإذا استخرت مرة لكل واحد من هذه الأمور (فتكرر الاستخارة خمس مرات) ، ثم تعزم على إحداها فلا يظهر لنا ما يمنع ذلك.

والله أعلم.

ولمزيد الفائدة عن صلاة الاستخارة راجع جواب السؤال: (١١٢١٥١) و (١١٩٨١) و (٢٢١٧) .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>