للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خروج المهدي

[السُّؤَالُ]

ـ[هل ورد في القرآن متى يخرج المهدي لإنقاذ المسلمين؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

يجب أن يعلم المسلم أن الكتاب والسنة في منزلة واحدة من حيث الاحتجاج ووجوب الإتباع، فكل من الكتاب والسنة وحي من الله يجب اتباعه، قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) النجم / ٤٤٣.

وعن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجلٌ شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ".

رواه أبو داود (٤٦٠٤) . وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (٣٨٤٨)

ثانياً:

أمر الله بطاعة الرسول طاعة مستقلة فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} النساء / ٥٩، وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الحشر / ٧.

ثالثاً:

لم يرد في القرآن ولا في السنة متى سيخرج المهدي على سبيل التحديد، غير أنه سيخرج في آخر الزمان ولكن لا بد من التنبيه على أمور:

١. خروج المهدي هو من أواخر العلامات الصغرى لقيام الساعة.

٢. أدعى كثير من الناس أن المهدي خرج أو سيخرج لنصر أغراضهم الشخصية وعقائدهم الضالة كالقاديانية والبهائية والشيعة وغيرها من الطوائف المنحرفة فأدى ذلك ببعض المتأخرين أن يردوا أحاديث المهدي أو يؤولوها بأن المقصود بالمهدي نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، واستدل بعضهم بحديث ورد مرفوعا وهو: " لا مهدي إلا عيسى بن مريم ".

وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

انظر " السلسلة الضعيفة " (١ / ١٧٥) للعلامة الألباني رحمه الله.

٣. قد ألف كثير من العلماء كتباً في إثبات خروجه وجعلوا ذلك من عقيدة المسلم منهم: الحافظ أبو نعيم، وأبو داود وأبي كثير والسخاوي والشوكاني وغيرهم.

٤. ثبت في السنة أنه سيجتمع بعيسى ابن مريم عليه السلام وأن عيسى سوف يصلي خلفه.

روى مسلم (١٥٦) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ".

وهذا الأمير المذكور في الحديث هو المهدي جاء ذلك في رواية أبي نعيم والحارث بن أسامة بلفظ: (فيقول أميرهم المهدي ... ) قال ابن القيم: إسناده جيد.

٥. على المسلم أن لا ينتظر خروج المهدي بل عليه أن يسارع ويجتهد ويعمل بجد ونشاط لنصر الدين، وأن يقدم ما يستطيعه للدين، وأن لا يعتمد على خروج المهدي أو غيره، بل يُصلح نفسه وأسرته ومن حوله، وبالتالي إن لقي الله لقيه وقد أعذر من نفسه.

انظر كتاب المهدي حقيقة لا خرافة للشيخ محمد بن إسماعيل

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>