للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يعطي صدقة التطوع لأهل البدع

[السُّؤَالُ]

ـ[من المعلوم أن أغلبية سكان العراق شيعة هل يصح التبرع لهم عن طريق المؤسسات التي تدعو إلى التبرع لهم، مع أنهم من الممكن أن يتقووا بهذه الأموال على أهل السنة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الحكم بأن أغلبية سكان العراق من الشيعة ليس دقيقا، لأن الإحصاءات الموجودة بين أيدينا الآن أكثرها قديمة، ولم تكن بتلك الدقة، بل إن بعض الإحصاءات الحديثة أثبتت عكس ذلك بناء على استقراء أحوال المحافظات هناك.

وعلى كل حال فإذا كان الذي يدفع إلى الرافضة من الصدقة الواجبة أي الزكاة المفروضة فقد سبق بيان حكمه في السؤال رقم (١١٤٨) ، أما إذا كان ما يدفع هو من الصدقة المستحبة أي صدقة التطوع فقد نص أهل العلم على جواز دفع صدقة التطوع إلى الكافر.

قال في الأم: " قال الشافعي: ولا بأس أن يتصدق على المشرك من النافلة وليس له في الفريضة من الصدقة حق " الأم ٢/٦٥

وقال في المغني: " وكل من حرم صدقة الفرض من الأغنياء وقرابة المتصدق والكافر وغيرهم، يجوز دفع صدقة التطوع إليهم ولهم أخذها، قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) . ولم يكن الأسير يومئذ إلا كافرا " المغني ٢/٢٧٧

لكن إذا كان المال المتصدق به يستعان به على معصية أو أذية مسلم، فلا يجوز دفعه لمسلم فضلا عن مبتدع أو كافر.

وبناء على ما سبق، فإذا كنت متيقنا من أن تلك الأموال ستصل إلى أناس يتقوون بها على أذية المسلمين فلا يجوز دفعها، ويمكنك البحث عن طرق أخرى لدفعها لأهلها ومن هم أحق بها، والأولى أن يعطي المسلم زكاته لأهل الطاعة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات ص (١٠٣) : ولا ينبغي أن يعطي الزكاة لمن لا يستعين بها على طاعة الله، فإن الله تعالى فرضها معونة على طاعته لمن يحتاج إليها من المؤمنين، كالفقراء والغارمين أو لمن يعاون المؤمنين. فمن لا يصلي من أهل الحاجات لا يعطي شيئاً حتى يتوب ويلتزم أداء الصلاة في أوقاتها. اهـ.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>