للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مازح فتاة في رمضان فأفطر تأديبا لنفسه

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت أعيش ببلد الاغتراب (أوروبا) لمدة طويلة منذ ١٦سنة حتى أنهيت دراساتي الجامعية وقد كان عمري ٢٢سنة، في رمضان المعظم عندما التقيت على الصدفة بفتاة بالسكن الجامعي الذي كان مختلطا وكنت صائما إلا أنني هزمني شيطاني فحاولت ممازحتها ومداعبتها أو تقبيلها ولكنني تراجعت وعدت إلى غرفتي نادما على صنيعي ثم قلت أنا مسلم وأصنع هذا وفي رمضان أنا لا أستحق الانتماء بصنيعي هذا إلى الدعاة المخلصين الذين ألتقي معهم كل يوم، أنا لا أستحق هذا الخير وأنا بصنيعي هذا قد أفطرت حتما وكان علي أن أغتسل من مذي ربما، ثم تناولت الماء انتقاما من نفسي وأفطرت ذلك اليوم ... ماذا علي أفيدوني بارك الله فيكم.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ما حدث لك هو أثر من آثار الإقامة ببلاد الكفر والدراسة المختلطة بها، ولهذا كثُر تحذير أهل العلم من ذلك، ونحمد الله أن هداك وعصمك من الوقوع فيما هو أعظم من ذلك.

وقد أخطأت خطأ عظيما بتعمدك الفطر في نهار رمضان، وكان عليك أن تستغفر الله مما بدر منك مع الفتاة، وأن تواصل صيامك.

وأعلم أن من أعظم وسائل الشيطان التي تصدّ عن طريق الخير أن يعيقك عن صحبة الأخيار أو عن عمل الخير بحجة كونك لست أهلاً لذلك.

وقد تكون نتيجة هذا البعد عن عمل الخير وأهله أعظم من الذنب الذي دفع لهذا البعد، ولهذا فإن العاقل هو الذي يمنع المعصية من أن تقوده لمعصية أخرى بل يسارع بالتوبة منها، ويزيد من قربه لأهل الخير ويكثر من الأعمال الصالحة الأخرى. (إن الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات)

أما بالنسبة لخروج المذي فإنه لا يبطل الصيام في أصح قولي العلماء، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. (المغني ٣/٢٠، الاختيارات الفقهية ص ٩٧) . وراجع سؤال رقم (٣٨٠٧٤) (٤٩٧٥٢)

مع أنك لم تجزم بخروج المذي منك.

ولا يلزم في المذي اغتسال، وإنما هو نجس ينقض الوضوء، ويكفيك أن تنضح ما أصابك منه بالماء، وانظر السؤال رقم (٣٤١٧٢)

والواجب عليك قضاء ذلك اليوم الذي أفطرته، مع التوبة إلى الله تعالى، ولا يلزمك الكفارة المغلظة، لأنها مختصة بالوطء، على الراجح من قولي العلماء، كما هو مذهب الشافعي وأحمد.

لكن إن كنت أخرت قضاء ذلك اليوم، حتى جاء رمضان آخر، وجب عليك مع القضاء كفارة للتأخير، وهي إطعام مسكين نصف صاع من طعام، وهو كيلو ونصف تقريبا، وانظر السؤال رقم ٣٨٨٦٧

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>