للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل ورد أن إبليس يبكي؟

[السُّؤَالُ]

ـ[قرأت هذا الموضوع وأحب أن أستفسر عنه: سبحان الله هل تعلمون أن " إبليس " يبكي..؟؟!! هل تعلمون أن عدوكم الأول يبكي..؟! هل تحبون أن تجعلوه دائما يبكي؟؟! إذاً عليكم بـ " سجدة التلاوة " فإنها تبكيه..!! فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار) الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: ٨١ أنا أحب أن أطهر المنتديات من مواضيع كهذه،. لأن المواضيع هذه منتشرة بشكل كبير]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ثبت في السنة النبوية ما يدل على وقوع البكاء من الشيطان الرجيم.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ! - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي - أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ)

رواه مسلم (رقم/٨١) ، فهو حديث صحيح، وأخرجه الإمام ابن خزيمه أيضا في " صحيحه " (١/٢٧٦) وبوب عليه بقوله: " باب فضل السجود عند قراءة السجدة، وبكاء الشيطان، ودعائه بالويل لنفسه عند سجود القارئ السجدة " انتهى.

يقول القرطبي رحمه الله:

" وبكاء إبليس المذكور في الحديث: ليس ندما على معصيته، ولا رجوعا عنها، وإنما ذلك لفرط حسده وغيظه وألمه بما أصابه من دخول أحد من ذرية آدم عليه السلام الجنة ونجاته، وذلك نحو مما يعتريه عند الأذان، والإقامة، ويوم عرفة.

وقوله: يا ويلتا: الويل: الهلاك، وويل: كلمة تقال لمن وقع في هلكة، والألف في: (يا ويلتا) : للندبة والتفجع " انتهى.

" المفهم " (١/٢٧٤)

فالحاصل أن هذا الأمر ثابت وصحيح، فلا يجوز لك الدعوة إلى تكذيب ذلك، وننصحك ألا تخوضي في التحذير من أمر أو النصيحة بأمر حتى تتثبتي – كما فعلت الآن – كي تكون دعوتك على بصيرة؛ فالعاطفة النبيلة، والنية الصالحة لا تكفي وحدها لكي يكون عمل المرء نافعا ونبيلا، بل لا بد له من أن يتعلم العلم المناسب للأمر الذي يريده، ويسلك سبيل أهله في ذلك.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>