للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل للجن دور في إجهاض الجنين وتشويهه

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يستطيع الجن أن يؤثر على الجنين في بطن أمه من حيث إجهاضه أو تشويهه؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

يجب أن تعلمي أن الله تعالى هو الذي يخلق الجنين في بطن أمه، قال تعالى: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) الزمر/٦، وهو الذي يصوره كيف يشاء، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل عمران/٦، وهو الذي يقدر زمن بقائه فيه وخروجه منه، قال تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) الرعد/٨.

قال الشيخ الشنقيطي – بعد ذِكر الأقوال في تفسير الآية -:

" مرجع هذه الأقوال كلها إلى شيء واحد، وهو أنه تعالى عالم بما تنقصه الأرحام وما تزيده؛ لأن معنى " تغيض ": تنقص، و " تزداد " أي: تأخذه زائداً، فيشمل النقص المذكور: نقص العدد، ونقص العضو من الجنين، ونقص جسمه إذا حاضت عليه فتقلص، ونقص مدة الحمل بأن تسقطه قبل أمد حمله المعتاد، كما أن الازياد يشمل زيادة العضو، وزيادة العدد، وزيادة جسم الجنين إن لم تحض وهي حامل، وزيادة أمد الحمل عن القدر المعتاد، والله جل وعلا يعلم ذلك كله، والآية تشمله كله " انتهى.

" أضواء البيان " (٣ / ٧٣) .

وبه تعلمي أن وجود ما يسمى " التابع " أو " التبيعة " في بطن الأم وأنه يسبب إجهاض أو تشويه الجنين أمرٌ لا صحة له، وهو من خرافات العامة وأساطيرهم.

سئل علماء اللجنة الدائمة:

كنت قد تزوجت في الثامن من ذي الحجة ١٤٠٣هـ والتي تزوجتها ابنة خالتي، وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك ١٤٠٥هـ رزقني الله بمولود سميته: " موسى " وفي شهر شعبان ١٤٠٦هـ أسقطت زوجتي جنينا بعد شهره الثالث.

وفي ربيع الأول ١٤٠٧هـ توفَّى الله ولدي " موسى "، وكما قلت لكم: إن زوجتي ابنة خالتي، وبعد وفاة ابني موسى جاءتني خالتي - والتي هي أم زوجتي - وقالت لي: إنها ذهبت إلى رجل عالم بالكتاب، وقالت: إن هذا الرجل قال لها: إن مع زوجتي تابعة - أو تبيعة - من الجن تقتل أولادها حسداً وحقداً من عندها، وأن هذا الرجل يمكنه أن يقطع دابر تلك التبيعة أو التابعة من الجن.

فرفضت ذلك، وفي ثالث يوم من شهر شعبان الماضي ١٤٠٧هـ رزقني الله بطفلة سميتها " مستورة " ولكن توفاها الله ثاني يوم ولادتها، فجاءتني خالتي وقالت لي: أما قلت لك: تذهب إلى ذلك الرجل وتنتهي من ذلك الموضوع، وأصرت أن نذهب إليه وكذلك أصر معها والدي على أن نذهب إلى ذلك الرجل الذي يقوم بإنهاء تلك التابعة أو التبيعة، فطلبت منهم مهلة عسى الله سبحانه وتعالى أن يلهمني، والحمد لله الذي هداني إلى أن أقوم بكتابة هذه الرسالة إليكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في إفتائنا في هذا الموضوع، علما بأن هذا الموضوع يسبب لي أرقاً دائماً.

فأجابوا:

" لقد أحسنتَ بامتناعك من الذهاب مع خالتك - أم زوجتك - إلى الرجل الذي يدعي علم الكتاب؛ لأنه كاهن، وأحسنت أيضا بسؤالك أهل العلم للتحقق من الصواب، وعليك أن ترقي نفسك وزوجتك ومن ترزق من الأولاد بالرقية الشرعية، فتقرأ على كل منهم فاتحة الكتاب والمعوذات الثلاث: " قل هو الله أحد "، وسورة " الفلق "، وسورة " الناس " تكرر المعوذات (ثلاث مرات) وتنفث عقب كل مرة في كفيك وتمسح بهما الوجه وما أقبل من البدن، وتدعو بهذا الدعاء: " أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة "، وننصحك بشراء كتاب " الأذكار النووية " للإمام النووي، وكتاب " الكلم الطيب " لابن تيمية، وكتاب " الوابل الصيب " لابن القيم، فإن فيها كثيراً من الأذكار النافعة والرقى الشرعية " انتهى.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١ / ٦١٩، ٦٢٠) .

وسئلوا أيضاً:

بعض الناس الذين لم يأت لهم أولاد يرشدهم بعض الناس إلى شراء تيس مثلا، ويقول: لون التيس كذا، كأن يقول: أسود – مثلاً -، ويقول: اربطه في البيت عندك لمدة كذا، ويقولون: السبب في عدم وجود أولاد هي جنية يسمونها بـ: التابعة، فيزعمون أنه عند حالة وجود التيس في البيت يمنعها من دخول البيت وعند ذلك يحصل الحمل، فما حكم هذا؟

فأجابوا:

" لا يجوز ذلك وهو نوع من الكهانة، ولا أساس لصحة ما ذكر، بل هو كذب وافتراء " انتهى.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١ / ٥٨٤) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>