للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

آداب زيارة القبور

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا أردت أن أزور قبر أبي فماذا أفعل، ما هي آداب زيارة المقابر، هل هناك أي أمور تنبغي مراعاتها.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

تشرع زيارة القبور للاتعاظ بها وتذكر الآخرة، شريطة أن لا يقول عندها ما يغضب الرب سبحانه وتعالى، كدعاء المقبور والاستغاثة به من دون الله تعالى، أو تزكيته، والقطع له بالجنة، ونحو ذلك.

والمقصود من زيارة القبور شيئان:

أ - انتفاع الزائر بذكر الموت والموتى، وأن مآلهم إما إلى جنة وإما إلى نار، وهو الغرض الأول من الزيارة.

ب - نفع الميت والإحسان إليه بالسلام عليه، والدعاء والاستغفار له، وهو خاص بالمسلم، ومن الأدعية:

(السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية) .

ويجوز رفع اليدين في الدعاء. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأرسلت بريرة في أثره لتنظر أين ذهب، قالت: فسلك نحو بقيع الغرقد، فوقف في أدنى البقيع ثم رفع يديه، ثم انصرف، فرجعت إلى بريرة، فأخبرتني، فلما أصبحت سألته، فقلت، يا رسول الله أين خرجت الليلة؟ قال: (بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم) .

ولكنه لا يستقبل القبور حين الدعاء لها، بل الكعبة، لنهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور والدعاء مخ الصلاة ولبها، كما هو معروف فله حكمها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) ، ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) .

ولا يمشي بين قبور المسلمين في نعليه. فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق) رواه ابن ماجه (١٥٦٧) .

نسأل الله العلي القدير أن يرحم موتانا وموتى المسلمين.

[الْمَصْدَرُ]

من مختصر أحكام الجنائز للألباني بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>