للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدانية الله

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يمكن أن تعطي المشركين دليلاً على وحدانية الله تعالى؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إن الكون كله خلقاً وتدبيراً يشهد بوحدانية الله.. (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الأعراف / ٥٤.

خلق السماوات والأرض.. واختلاف الليل والنهار.. وأصناف الجماد والنبات والثمار.. وخلق الإنسان والحيوان.. كل ذلك يدل على أن الخالق العظيم واحد لا شريك له.. (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) غافر/٦٢.

وتنوع هذه المخلوقات وعظمتها.. وإحكامها وإتقانها.. وحفظها وتدبيرها كل ذلك يدل على أن الخالق واحد يفعل ما يشاء.. ويحكم ما يريد.. (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) الزمر/٦٢.

وكل ما سبق يدل على أن لهذا الخلق خالقاً.. ولهذا الملك مالكاً.. ووراء الصورة مصور.. (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى) الحشر/٢٤.

وصلاح السماوات والأرض.. وانتظام الكون.. وانسجام المخلوقات مع بعضها.. يدل على أن الخالق واحد لا شريك له.. (لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) الأنبياء/٢٢.

وهذه المخلوقات العظيمة إما أنها خلقت نفسها وهذا محال.. أو أن الإنسان خلق نفسه ثم خلقها وهذا محال أيضاً.. (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) الطور/٣٥ - ٣٦.

وقد دل العقل والوحي والفطرة على أن لهذا الوجود موجداً.. ولهذه المخلوقات خالقاً.. حي قيوم.. عليم خبير.. قوي عزيز.. رؤوف رحيم.. له الأسماء الحسنى والصفات العلى.. عليم بكل شيء.. لا يعجزه ولا يشبهه شيء.. (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) البقرة/ ١٦٣.

ووجود الله معلوم بالضرورة وبداهة العقول.. (قالت رسلهم أفي لله شك فاطر السماوات والأرض) إبراهيم/١٠.

وقد فطر الله الناس على الإقرار بربوبيته ووحدانيته ولكن الشياطين جاءت إلى بني آدم.. وصرفتهم عن دينهم.. وفي الحديث القدسي (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم) رواه مسلم برقم ٢٨٦٥.

فمنهم من أنكر وجود الله.. ومنهم من يعبد الشيطان.. ومنهم من يعبد الإنسان.

ومنهم من يعبد الدينار أو النار أو الفرج أو الحيوان.

ومنهم من أشرك به حجراً من الأرض.. أو كوكباً في السماء.

وهذه المعبودات من دون الله.. لم تخلق ولم ترزق.. ولا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر.. فكيف يعبدونها من دون الله.. (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) يوسف/ ٣٩.

وقد نعى الله على من عبد تلك الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل بقوله (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين - ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) الأعراف/ ١٩٤ - ١٩٥.

وقوله (قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) المائدة/٧٦.

ألا ما أجهل الإنسان بربه الذي خلقه ورزقه.. كيف يجحده وينساه ويعبد غيره.. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج/ ٤٦.

فسبحان الله وتعالى عما يشركون.. والحمد لله رب العالمين.. (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون - أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون - أمن جعل الأرض قرراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون - أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون- أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أءله مع الله تعالى الله عما يشركون - أمن يبدؤ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) النمل / ٥٩ - ٦٤.

[الْمَصْدَرُ]

من كتاب أصول الدين الإسلامي: تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>