للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيف للمسلم أن يتخيل الله؟

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف للمسلم أن يتخيل الله؟ أعلم بأنه لا يمكن رؤية الله، فهل أتخيله على هيئة آدمي أم نور؟

أرجو أن تساعدني جزاك الله خيرا والسلام.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

قال الله تعالى: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فهو تعالى لا مثيل له ولا شبيه له ولا كفو له ولا ند له، وهو تعالى منزه عن مماثلة المخلوقين، وكل ما يخطر ببال ابن آدم نحو ربه فالله تعالى أعظم من ذلك، ولا يمكن للمخلوق أن يحيط به جل وعلا ولا أن يتخيل صورته، قال عز وجل: " ولا يحيطون به علما "، وليس المسلم مكلفاً أصلا أن يتخيل الله أو يتصوره، بل عليه أن يعتقد أن لله الصفات العلى التي تليق بعظمته وجلاله لا يماثله أحد فيها، ومن عقيدة المسلمين أن الله تعالى لا يُرى في الدنيا كقوله عز وجل: " لا تدركه الأبصار "، إنما يراه المؤمنون في الآخرة في العرصات - في أرض المحشر - وفي الجنة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: هل رأيت ربك؟ قال: رأيت نورا، وفي رواية: " نورٌ أنى أراه؟ " أي كيف أراه، وهذا موافق لقول الله تعالى لموسى في سورة الأعراف: " لن تراني " أي في الدنيا.

فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ربه بعيني رأسه، وفي الآخرة إذا رآه الناس في المحشر خروا له سجّدا لعظمته وجلاله، وتكون رؤيته في الجنة أعظم نعمة يعطاها أهل الجنة على الإطلاق.

فعليك يا أخي أن تتعرف على الله تعالى بأسمائه وصفاته التي أخبر عنها في كتابه وأخبر عنه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق وانصرف إلى ما أمرك به ربك واترك عنك وساوس الشيطان وفقك الله لمرضاته.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>