للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى اسم الله الحليم

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يمكن أن تشرح لي معنى اسم الله الحليم؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ورد اسم الله الحليم في عدة مواضع من القرآن الكريم , منها قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) البقرة/٢٣٥، وقوله تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) البقرة / ٢٦٣.

قال ابن جرير في "تفسيره" (٤/١٤٤) : (يعني: أنه ذو أناة , لا يعجل على من عصاه وخالف أمره بالنقمة) ا. هـ

وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (٦٣) : (هو ذو الصفح والأناة , الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص.

ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم , إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة , والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة) ا. هـ

وقال قِوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (١/١٤٤) : (حليم عمن عصاه , لأنه لو أراد أخذه في وقته أخذه , فهو يحلم عنه ويؤخره إلى أجله , وهذا الاسم وإن كان مشتركا يوصف به المخلوق , فحلم المخلوق حلم لم يكن في الصغر , ثم كان في الكبر , وقد يتغير بالمرض والغضب والأسباب الحادثة , ويفنى حلمه بفنائه , وحلم الله عز وجل لم يزل ولا يزول , والمخلوق يحلم عن شيء ولا يحلم عن غيره , ويحلم عمن لا يقدر عليه , والله تعالى حليم مع القدرة) ا. هـ

وقال ابن القيم في "نونيته" (٣٢٧٨) :

(وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيان)

وقال السعدي في "تفسيره" (١٩) : (الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة , مع معاصيهم وكثرة زلاتهم , فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويستعتبهم كي يتوبوا , ويمهلهم كي ينيبوا) ا. هـ.

[الْمَصْدَرُ]

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>