للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله فوق الجنة

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الله موجود فوق الجنة, أم داخلها؟ وأيضا هل اعتقاد أن الله أكبر من الكون هو جزء من العقيدة؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله فأجاب بما يلي:

الحمد لله العلي العظيم، الكبير المتعال، وسبحان الله العظيم، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ... أمَّا بعد:

فإنه مما يجب الإيمان به أنه تعالى العلي الأعلى، وأنه استوى على العرش، كما أخبر بذلك عن نفسه في كتابه، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء، قال عليه الصلاة والسلام في دعائه " وأنت الظاهر ليس فوقك شيء ". وكذلك يجب الإيمان بأنه تعالى الكبير، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه العظيم الذي لا أعظم منه، ومن كمال عظمته وقدرته أنه يأخذ السماوات والأرض بيديه يوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) سورة الزمر. فيجب أن يعلم أنه تعالى مع كمال علوِّه، وكمال عظمته يمتنع أن يحِلَّ في شيءٍ من مخلوقاته، فلا يجوز أن يقال أنه تعالى في الجنة، بل هو فوق العرش الذي هو سقف الفردوس، والفردوس أعلى الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن ".

ولا يجوز للمسلم أن يُفكِّر في ذات الله، أو يتخيل عظمته فإن عقل الإنسان عاجز عن معرفة حقيقة ذات الرب وصفاته، وكيفيتها، كما قال الإمام مالك لمَّا سئل عن كيفية الاستواء على العرش {الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة} .

[الْمَصْدَرُ]

الشيخ عبد الرحمن البراك

<<  <  ج: ص:  >  >>