للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، نفعنا الله ببركاته، في أهل تلمسان المحصورين فلم يقبل شفاعتهم، فقال الشيخ سيدي أبو زيد كلاماٍ معناه: إنَّ سعادة يقضي هذا، ورجع الشيخ إلى فاس، فاتفق هذا العبد كان مع السلطان في الحمام، وكان له عليه حقد، فانتهز فيه الفرصة ووجأه بخنجر، فكان في ذلك حتفه، فنفس الله أهل تلمسان بعد حصارها نحو العشر سنين.

ولمّا وصل الخبر إلى سيدي أبي زيد بموت السلطان قال: وعبد الرحمن يموت، يعني نفسه؛ و " يموت ": بتشديد الميم، على لغة البربر؛ فتوفى رحمه الله ودفن بمسجد الصابرين، وقبره مشهور مقصود الإجابة، نفعنا الله به، وقد زرته مرارا لا أحصيها، ودعوت الله عنده بما أرجو قبوله.

وقد أشار أبو عبد الله بن خميس في هذه القصيدة إلى ذلك الحصار وكان من الاتفاق الغريب، سرعة وقوع ما تمناه أبن خميس هذه من الخبر، بعد طول المحنة، واشتداد البلاء، ولم يتأخر ذلك عن تاريخ القصيدة غير أربعة أشهر.

ونص القصيدة:

سل الريح لم تسعد السفن أنواء ... فعند صباها من تلمسان أنباء

<<  <  ج: ص:  >  >>