للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلت موطئها الملائك عندما ... أسرى به ليلاً مواضع نسكها

يا ليت أعضائي شفاه كلها ... فمتى تقبلها شفاهي تحكها

قد كنت ذا خوفٍ ووحشةٍ أبدلا ... رغد المسرة للفؤاد بضنكها

فكأنها صك أتى عبداً وقد ... تعطى المولى أمنها في صكها

وهلال أطلع فانجلى من وحشتي ... ما قد تراكم من سحائب حلكها

فأنا العتيق وأنْ تشك النفس في ... عتقي يمط للحين عارض شكها

يا منجي الحوباء من بحر الردى ... ولقد غدا لولاك معصب فلكها

شكوى غريق ذنوبه مهما شكت ... حوباؤه لسواك لم يشكها

ولقد أمرت بترك أسباب بها ... تقوى الذنوب فما أخذت بتركها

ولئن هدمت مبانياً مستورةً ... بستور لطف لا سبيل لهلكها

فلقد بنيت من الرجاء مبانياً ... ردت فواتك خيفتي عن فتكها

وجعلت حبك يا محمّد أسها ... علما بأن الأس ممسك سمكها

صلى عليك إلهنا ما طل ان ... فٌ ذكرك العطر الشذا مستنكها

ومن ذلك قوله رحمه الله:

أقول وهجراني سيعقبه الوصل ... فعقد الهوى الشرعي ما أنْ له حلُ

غداة رأت عيني مثال نعال من ... بدا فهدى أهل السعادة إذ ضلوا

تمنيت لو أني ظفرت بتربةٍ ... عليها مشت نعل بلابسها نعلو

فأكحل عيناً أرمدت ببعاده ... وليس سوى ذاك التراب لها كحلُ

هو الكحل يجلو ما بعيني من قذى ... وكم كحل أنْ تكحل به العين لا يجلو

فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ ... أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>