للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللذين تكتنفهما تشريعات الله تعالى وتعليماته السامية - مع تمجيدنا لهما، ودعوتنا لنصرهما - لا نرى التسمية بهما سائغة لما فيها من خدش التوحيد وجرحه، والتوحيد ركن الدين الشديد، وعماده الأقوى، وهو أعظم مطلوب ابتعث الله عليه كل نبي مرسل) اهـ.

باسم المسيح: (١)

تحرم الذبيحة التي يسمى عليها بذلك عند ذبحها، لأنها مما أهل بها لغير الله.

بالبركة: (٢)

بسط ابن القيم - رحمه الله تعالى- في (جلاء الأفهام ص / ١٧٨ - ١٧٩) القول في حقيقة ((البركة)) لغة واصطلاحاً. وأن أصل حقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار، فمنه: برك البعير، إذا استقر على الأرض. والبركة: النماء والزيادة. والتبريك: الدعاء بذلك. ويُقال: باركه الله، وبارك فيه، وبارك عليه، وبارك له. والمبارك: الذي قد باركه الله سبحانه ... والرب سبحانه يقال في حقه: ((تبارك)) ولا يقال: مبارك ... إلخ.

وشيخه ابن تيمية - رحمه الله تعالى- سُئِل كما في الفتاوى ٢٧/٦٤ عمن يقول: قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ. فأجاب - رحمه الله تعالى- ٢٧ /٩٥ - ٩٦: بأن هذا منكر من القول، فإنه لا يُقرنُ بالله في مثل هذا غيره كما نهى - صلى الله عليه وسلم - من قال: ((ما شاء الله وشئت)) ..

ثم قال - رحمه الله تعالى- ص/ ٩٦: (وقول القائل: ببركة الشيخ قد يعني بها دعاءه، وأسرع الدعاء إجابةً: دعاء غائب لغائب. وقد يعني بها بركة ما أمره به وعلمه من الخير. وقد يعني بها بركة معاونته له على الحق وموالاته في الدين، ونحوه ذلك. وهذه كلها معانٍ صحيحة. وقد يعني


(١) (باسم المسيح: تيسير العزيز الحميد ص / ١٥٧ - ١٥٨. وانظر في حرف العين: عبد المسيح.
(٢) (بالبركة: جلاء الأفهام ص / ١٧٨ - ١٧٩. فتاوى ابن تيمية: ١١ / ١١٣ - ١١٥، ٢٧ /٩٥ - ٩٦، فهرسها: ٣٧ / ١٣، وانظر: في حرف التاء: لفظ: تباركت علينا يا فلان.

<<  <   >  >>