للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني (١) :

في كَتْبِ الملكين كُلَّ ما يلفظ به اللسان من الكلام

إنَّ أي لفظ ينطق به المرء المكلف، يدور في واحد من أحكام التكليف الخمسة:

الإباحة، والوجوب، والاستحباب، والحرام، والمكروه.

ولا خلاف يؤثر في أن جميع ما يتكلم به المرء من خير يؤجر عليه، واجباً كان أو مستحباً، أو من شر تلحقه تبُعتُهُ محرماً كان أو مكروهاً: أن الملكْين المُوكَّليْن به يكتبانه.

وإنما الخلاف في: ((الكلام المباح)) هل يكتبه الملكان أم لا يكتبانه؟ على قولين:

والصحيح الذي عليه عامة المحققين: أنهما يكتبانه، لعموم قول الله - تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [قّ:١٨] .

فيكتب الملكان كل ما ينطق به الإنسان، وأما النية الباعثة له، فلا اطلاع لهما عليها، فالله يتولاها. والله أعلم.


(١) الجواب الكافي لابن القيم: ص/ ٢٣٤. السير للذهبي: ٩/ ٨٤.

<<  <   >  >>