للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنَّ قريشا أخرجته إلى بدر كرها ".

ولما شُدَّ وثاقه مع الأسرى بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساهرا تلك الليلة ولم ينم. فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا رسول الله؟ قال: " أسهر لأنين العباس ". فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا أسمع أنين العباس؟ فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فافعل ذلك بالأسرى كلِّهم ".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظِّم العباس ويجله ويقول " هذا عمي وصنوِ أبي ". وقال عليه السلام " هذا عمي العباس أجود قريش كفا وأوصلها ". ووجَّهه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة إلى أهل مكة فأبطأ عليه، فقال: " ردُّوا عليَّ أبي، أما والله لئن فعلت به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود لأضرمنَّها عليهم نارا ".

وكان عمر وعثمان رضي الله عنهما، إذا لقيا العباس بن عبد المطلب وهما راكبان نزلا، ويقولن: عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال خُرَيم بن أوس بن حارثة الطائي ويُكنَّى أبا نجاء: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنصرفه من تبوك، فسمعت العباس عمَّه يقول: يا رسول الله إني أريد أن أمدحك، فقال له النبي عليه السلام: " قُل لا يُفضض الله فاك "، فأنشأ يقول:

مِن قَبلها طِبتَ في الظِّلالِ وفى ... مُستَودعٍ حيثُ يُخصفُ الورقُ

ثمَّ هبطتَ البلادَ لا بَشَرٌ ... أنتَ لا مُضغةٌ ولا عَلَقُ

بل نُطفة تركب السفينَ وقد ... ألجمَ نَسراً وأَهلَهُ الغرقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>