للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطعنه في عُنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا. قال ابن هشام الشَّعراء ذباب له لدغ. فلما رجع عدوَّ الله آب إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم فقال: قتلني والله محمد،. قالوا له: ذهب والله فؤادك، والله إنَّ بك بأس. قال: إنه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليَّ لقتلني. فمات عدوَّ الله بِسَرِف، وهم قافلون به إلى مكة.

وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان والله كما وصفه شاعره حسان بن ثابت:

متى يَبدُ في الدَّاجي البَهيم جبينُهُ ... يَلُحْ مثلَ مصباحِ الدُّجى المتوقِّدِ

فمن كانَ أو مَن قد يكونُ كأحمدٍ ... نظام لحقٍّ أم نَكالُ لِمُلحِدِ

وسُئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خُلُقُهُ القرآن، من قوله تعالى) خذِ العفوَ وأَمُرْ بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين (. وأثنى عليه في آية أخرى، فقال تعالى) وإنك لَعَلى خلقٍ عظيم (. وكان صلى الله عليه وسلم رحيم القلب، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، محزونا من غير عبوس، متواضعا من غير مذلة، بسَّاما من غير ضحك، ولم يغضب قطُّ إلا لله.

وكان صلى الله عليه وسلم كثير الحياء. مسلم: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن مثنى وأحمد بن سنان. قال زهير: نا عبد الرحمن بن مهديَّ عن شعبة، عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن أبي عُتبة يقول: سمعت أبا سعيد الخُدريَّ يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياء من العذراء في خدرها،

<<  <  ج: ص:  >  >>