للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليَّ رأيي بالعصيان ولقد ملأتم جوفي غيظا، حتى قالت قريش: ابن أبي طالب شجاع ولكن لا رأي له في الحرب. لله درُّهم! ومّن ذا يكون أعلم بها مني، وأسدّض لها مِراسا! فوالله لقد نهضت فيها، وما بلغت العشرين. ولقد نيَّفت اليوم على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يُطاع ". يقولها ثلاثا. فقام اليه رجل. ومعه أخوه فقال: يا أمير المؤمنين أنا وأخي هذا كما قال الله:) ربِّ إني لا أملِكُ إلا نفسي وأخي (، فمرنا بأمرك. فوالله لننتَهيَّن إليه. ولو حال بيننا وبينه جَمرُ الغضا وشوك القتاد. فدعا لهما بخير. ثم قال: وأين تقعان ممّ أريد؟ ثم نزل.

قوله: دُيِّثَ بالصِّغار؛ تأويله ذُلِّل. يقال: بعير مُديِّث أي مذلَّل. وقوله: في عقر دارهم؛ العُقر: الأصل. وقوله: شُنَّتْ عليكم الغارات؛ معناها صُبَّت. يقال: شننت الماء على رأسه أي صببته. وقوله: هذا أخو غامد؛ هو رجل مشهور من أصحاب معاوية من بني نصر بن غامد بن نصر بن الأزدِ بن الغَوث. وفي هذه القبيلة يقول القائل:

ألا هل أتاها على نَأْيها ... بما فَضَحتْ قومَها غامِدُ

تَمنَّيتُمُ مئتي فارسٍ ... فردَّكمُ فارسٌ واحدُ

والأحجال: الخلاخيل، واحدها، حجل. ويقال للصَّيد: حِجْل، لأنه يقع في ذلك الموضع. وقوله: ورُعُثُهما: الواحدة رَعْثَة، وجمعها رعاث وجمع الجمع رُعُث؛ وهي الشُّنوف.

قال المؤلف: غفر الله له: ابن عائشة الراوي لهذا الخبر هو عبد الله بن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>